كان « الظنّ - وما يزال - أكذب الحديث » .. حتى وهو يصدق في الحدسِ فهو بوابة نفور .. ومسعى وبالٍ لطرَفيه . ولأنّ الظنون تودي بأحد الطرفين إن صدقت .. كان على العقلاء أن يرصدوا ذاكرة مجتمعاتهم بما يحثّ ويأمل .. لا بما يُخيف ويقطع شعرة الوفاق ومنهجية الحياة بفطرتها السليمة . والمعنى الحقيقي للظنّ أن نُحسنَهُ ليوافق تطلعاتنا .. ويحجب عنّا مزالق الردى وبناء مهاوي الشرور، حتى لا يُسقطنا في سحيق الأماني الضائعة خلافاً وعِداءً واقتتالا . فهل يمكننا استعادة إنسانيتنا الحقّة من خلال ثقافة التعايش والانسجام السلميّ والاعتذار العمليّ حتى نتجاوز بؤر الفتنة الموبوءة بتجهيل الآخر والعمل على القضاء عليه بشتّى السُبل تحت وطأة الظنون العليلة !. وهل يُمكننا إزاحة آثام الظنون بفتح أبواب الرضا والقناعة بالتراضي المُسيّر للبشريّة دون دماء وفواجع .. أم أنّ عقولنا المحدود وعيها والهواجس الرديئة التي تنتابنا طوال الوقت تدفعنا للكثير من المواجهات السخيفة والتي لن تصل بنا بأيّ حالٍ من الأحوال إلا للمزيد من الشتات اللإنساني ؟!. [email protected]