لا أحد من اليمنيين مع الانفصال، كل اليمنيين مع الوحدة، الحلم الذي مازال متوهجاً في ضمير كل يمني, حتى أولئك الذين يرفعون راية «الانفصال» إنما يفعلون ذلك من أجل وحدة خالية من الأخطاء والخطايا التي مُورست باسم الوحدة ما عدا البعض الذي لا يدرك شيئاً، أو أولئك الحاقدين ممن لهم عُقد وثارات خاصة، ولا رأي لأصحاب الثارات الذين تحرّكهم أحقاد ثأرية ضيقة، والأحقاد دائماً عمياء البصر والبصيرة. من حُسن حظ اليمنيين أن كل الأطراف الخارجية الفاعلة تتقاطع مصالحها مع «الوحدة» ويرون أن الاستقرار في اليمن لا يأتي إلا بالوحدة؛ وما عداها خراب، قد تصغر الخرابات التي نراها في سوريا مثلاً لا سمح الله وهذا يوجب على اليمنيين أن يتشبثوا بوحدتهم ودولتهم، وأن يستغلوا هذا الظرف للسرعة في بناء دولة قوية وديمقراطية تستوعب الجميع وتحمي الوحدة والاستقرار وحقوق المواطنة قبل أن تضيع هذه الفرصة وهذا الظرف الداعم للوحدة والدولة الذي يعد رحمة من الله علينا؛ لأن الفرص والظروف السياسية ليست ثابتة وقد تتبدّل رأساً على عقب بتقلُّب مصالح الآخرين، وتغير الظروف؛ وعندها لن يجد اليمنيون وقتاً للجلوس ل«المناجمة» والمكايدة، وسيدخلون بئر الدبور و«عين البوري» الملتهب بالجمر وشبق «الموالعة» المتعدّدين والمتشاكسين..!!. المبعوث الأممي في تقريره الأخير أكد «الوحدة» كخيار للاستقرار، وذكر أن الجنوبيين مع وحدة اتحادية؛ لا بأس، فلتكن اتحادية تحمي الوحدة ولا تفتح الباب لقتلها، فشكل الدولة ليس المهم، المهم هو جوهر النظام وروح الحكم الذي يجب أن يُصان من الاستبداد والطامعين إلى المّلك والتملُّك بالشعب واليمن. مجلس الأمن ورعاة المبادرة مازالوا يؤكدون خيار الوحدة، والمفارقة هنا هي أن يصبح الأجانب هم من يُوصون ب«الوحدة» ويحذّرون بعض اليمنيين الذين لا يملكون أي مشروع ولا رؤية سوى تحريض نفس المخرّبين والحاقدين الذين خربوها من زمان ولا يريدون لها اليوم أن ترسي على بر. المرجعية الدولية مع الوحدة؛ وهذا ليس من أجل سواد عيوننا؛ لكن الله وحده من هيّأ الظروف لتقاطع مصالح القوى الدولية مع الوحدة على هذا النحو. الرئيس هادي الذي يقود العملية الانتقالية ابن الجنوب يصرّح بلسان الحال والمقال أنه لن يسمح بأن يسجّل التاريخ أن اليمن انقسم في عهده، إنقاذ الوطن يأتي من بوابة «الوحدة» كخيار وطني لا يقبل المساومة ولا اللعب, ولن يسامح التاريخ كل من يخاصم الوحدة أو يستهين أو يفرّط بها أو يعرقل الخروج من هذا الوضع النكد إلى حديقة الوحدة الوارفة والدولة العادلة. الدعوات الصغيرة لا تبني دولة ولا تصون وطناً؛ وهي بضاعة العاجزين الطامعين، وكل «أهبل عبيط» هو من يدفع وراء المشاريع الصغيرة على حساب المشروع الكبير، وهي تخرب اليمن ولا تعود بالنفع للمشاريع الصغيرة. مصلحة كل مواطن وكل جماعة وكل حزب وكل منطقه وقرية تكمن في الوحدة والدولة المنشودة الغائبة والمغيّبة؛ لأن كل أمراضنا و«بلاوينا» تأتي من وراء غياب دولة الشعب المخطوفة من القرية والأسرة والعائلة والفرد كمشكلة تفرز كل الأمراض والأوجاع المزمنة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك