اليوم ستُعقد الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار؛ هكذا أعلنوا، فلم يعد شيء مؤكد في هذا البلد «الدائخ» الذي يُلعب به لعبة «سومه عومه». حسناً على أي حال هذا خبر مفرح ونحن لدينا أمل في أن تنقذ الحكمة اليمانيين هذه المرة ويخرجوا إلى الحياة بدلاً من استئناف حركة الخراب ودوامة الموت، نريد أن يخرج الحوار بدولة تحقق للمواطن أمناً وعيشاً كريماً، وفي هذا الواقع يحصل على عدالة ومواطنة متساوية يطرد البطالة والفقر، ويستطيع أن يحلم بأن يعيش وأسرته كما يعيش البشر في دولة تملك ثروة وإنساناً، نريد كرامة وحرية، لا نريد مظاهر التميُّز والتمايز والنخيط العام والخاص على أساس المنصب أو النسب لا نريد التفحيط في وجوهنا، لا نريد أن يتجدّد قتل المواطن في دكانه وتهديد أولاده بالموت إن لم يسامحوا القاتل ويقبلوا الدية وهم صاغرون..!!. نريد وطناً فيه دولة عادلة وقضاء ونظام ديمقراطي وتبادل سلمي للسلطة بانتخابات نظيفة كماء السماء، وطناً خالياً من القمامة والمسلّحين وسيارات المسؤولين المدججين بالمرافقين الأغبياء والنهابين، وطناً خالياً من المجاري والفاسدين، هذا كل ما في الأمر وخذوا كل النظريات المستوردة والمفتعلة «بلوّها واشربوا ماءها» إن أردتم. هناك مطلب مهم لا يقل أهمية عن كل ما سبق؛ المواطن اليمني يحتاج ويريد دولة ونظاماً ينقذ الوحدة التي شوّهت، لا نريدكم أن تعقروا الناقة وتؤسسوا لقتل الوحدة، الحفاظ على الوحدة هو العمل الوطني الكبير، فالوحدة هي روح اليمن وهوّيته، قوته وكرامته، والتفريط فيها هو تفريط باستقرار البلاد. ليعمل الجميع من أجل الجميع، ولتلاشي كل الأخطاء والخطايا السابقة، نريد يمناً واحداً وقوياً يختلف عن يمن علي عبدالله صالح ومن سبقه من الماضي، نريد يمناً جديداً لا يكون الحكم فيه مغنماً بل وظيفة وخدمة؛ لا يستغله التجار ولا القبائل ولا الأحزاب وإنما لصالح الشعب، والشعب ليس كل هؤلاء وإنما المواطن البسيط الذي يعمل الجميع من أجله، فالضعيف أمير الركب، والمواطن سيد الجميع. يسعى البعض إلى أن يؤسسوا لانفصال الجنوب ظناً منهم أنهم سيرجعون بالجنوب غنيمة، نفس التفكير السابق العقيم، وعندما قال الآخرون نريد إقليماً شرقياً لحضرموت والمهرة؛ شعروا كم هو الانفصال موجع؛ خارت قواهم، وعرفوا أنهم يحفرون خسارتهم بيدهم «ويا حافر لأهلك حفرة ستقع فيها» دعوا الأنانية بعيداً لو أردتم أن تنجحوا بالحوار وتكسبوا شرف الحاضر والمستقبل والدنيا والآخرة. الفدرالية والأقاليم ليست حلاً سحرياً، وكما ذكرت هنا سابقاً فهي اسم الدلع ل«الانفصال» خاصة عندما تكون بين إقليمين أو تفصّل على مقاس الانفصال، خاصة مع غياب الدولة، نماذج الفدرالية متعبة، وفيها إنهاك وتأسيسها قد يأخذ كل شيء ويضيع كل شيء، القضية ليست في الفدرالية ولا في الأقاليم وإنما في الدولة القوية العادلة التي لا يمتلكها شخص بعينه ولا حزب ولا قبيلة ولا أسرة ولا عائلة، وعندها يمكن أن نختار أي نظام، وكم الأقاليم التي نريد وقد ضمنّا الدولة والوحدة وخضنا تجربة الحكم الرشيد؟!. سألني أحد الأصدقاء: إلى كم إقليم تحب أن تُقسّم اليمن..؟!. أجبته وفي نفسي غُصّة: إلى إقليم واحد اسمه..«اليمن». [email protected] رابط المقال على الفيس بوك