الكثير من وسائل الإعلامية المختلفة والمتمثلة بالصحف الحزبية والأهلية نضيف إليها القنوات الفضائية أو بعضها ممن تنتمي إلى أطر حزبية أو أشخاص ممن لهم شأن في العمل السياسي كل هذه الوسائل أصبحت تعمل وتغرد بعيداً عن هموم الوطن وأوجاعه وجروحه المندملة والتي يعاني منها اليوم نتيجة للمشاكسات والاختلافات والاتهامات القائمة اليوم بين الكثير من المكونات السياسية التي تريد كل منها أن تقهر الآخر مهما كان ذلك يضر بمصلحة الوطن العليا ومصلحة المواطن، فنلاحظ أن الخلافات مشتدة على أوجها وكل يدعي أنه يعمل من أجل مصلحة الوطن وكل هذا زيف وافتراء على هذا الوطن المعطاء الذين استظلوا بسمائه وأكلوا من خيراته واثروا ثراءً فاحشاً باسمه والحفاظ عليه ولو كانوا يعملون بحسب ما يدعونه بأنهم حريصون على مصالح هذه البلاد والعباد لما وصلوا إلى هذا المستوى الهابط وغير المقبول لكل من يمتلك ذرة من الوطنية، فحب الوطن والحفاظ عليه وبنائه اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً لا يكون بتسخين مطابخهم الإعلامية في انتقاء العبادات والكلمات الهابطة والمؤججة للفتن التي سوف تحرق كل ما يقف أمامها في خدمة الوطن والمواطن، حب الوطن يا سادة والحفاظ عليه لا يكون بتعكير صفو الأمن أو بصرف عشرات الملايين لشراء الذمم لتمرير أهداف وأغراض تتصادم مع مصالح الوطن والمواطن ولا يكون بتفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء وإعداد فرق للقتل والاختطاف وقطع الطرق وإقلاق السكينة العامة للناس في المدن والريف من خلال إطلاق الأعيرة النارية ودون سبب أو مبرر، وكل هذه الأفعال والأعمال تضعف الوطن وتضعف قدراته وتنهك المواطن وتعيد بالوطن عشرات السنين إلى الوراء وهنا نتساءل من المسئول ومن المسبب لكل هذا العبث الذي نحن في غنى عنه في مثل هذه الظروف المضطربة محلياً وإقليمياً ودولياً، وما يدور في بلادنا العربية من اضطرابات وقلاقل وصراعات يجب أن يكون الدرس الأقوى والمفيد لما يجب أن نكون عليه في المستقبل وعلى كل من أشرنا إليهم ممن يمتلكوا وسائل إعلامية أن يسخروها من أجل بناء الوطن لا من أجل هدمه كما نقرأه اليوم ونسمعه في الوسائل الإعلامية المختلفة، على أرباب كل الوسائل الإعلامية المشار إليها أن يتقوا الله في هذا الوطن فهو مسئولية وأمانة في أعناق كل مواطن يمني سواءً كان حاكماً أو محكوماً وأن يغيروا من أساليب أطروحاتهم الملتهبة التي تعمل على شق الصف الوطني والتي تذكي نار الفتنة التي بدأت تطل برأسها وهي الخطر التي أصبحت تهدد أمن وأمان واستقرار الوطن، نرجو من أرباب الوسائل الإعلامية بمختلف ألوانها وتوجهاتها أن تتحمل المسئولية الوطنية بأن تسهم في تقريب وجهات النظر والانحياز للخيارات الوطنية التي تسهم في بناء يمن جديد ودولة مدنية عصرية وهذا لا يعني أن يختفي النقد البناء والهادف لأن مثل هذا يقوم الاعوجاج ويعري الأخطاء التي قد تضر بالمصالح العامة، النقد البناء الهادف مطلوب لأنه يتفق تماماً مع التوجهات الديمقراطية التي تنشدها البلاد وليس هناك من ديمقراطية بدون نقد ولكن بعيداً عن التأجيج والتجريح وإذكاء الفتن.