لجنة التوفيق المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطنى , يقع على عاتق اعضائها اليوم مسؤولية وطنية عظيمة فى رسم مستقبل اليمن وتحديد اسس ومعالم الدولة اليمنية الحديثة , من خلال ما ستخرج به هذه اللجنة خلال الايام القليلة القادمة من نتائج نهائية وحلول توافقية لمجمل القضايا والموضوعات التى تم تداولها ومناقشتها طوال الستة الاشهر الماضية خلال جلسات مؤتمر الحوار الوطنى . وفي هذه اللحظة الحرجة فى تاريخ يمننا الحبيب , يتطلع كل ابناء هذا الوطن الى نتائج ومخرجات لمؤتمر الحوار الوطنى تحقق آمالهم وطموحاتهم فى بناء وترسيخ دعائم الدولة اليمنية الحديثة , دولة تتكون من منظومة متكاملة من الهيئات والمؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية ... تديرها قيادات متخصصة نزيهة وأمينة ومخلصة تحرص كل الحرص على مصلحة الوطن وتنميته وتقدمه وأمنه واستقراره وتبذل جل اهتمامها وجهدها لخدمة أبناء هذا الوطن في شتى المجالات وفق منظومة متكاملة من القوانين والتشريعات والسياسات والأساليب والوسائل الحديثة والمتطورة وفي إطار دستور واضح وشامل ومحدد يرتضيه الجميع ويحتكم إليه . ويضمن لكل أبناء المجتمع الحرية والكرامة والعدالة والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات . وينعم الجميع في ظل هذه الدولة بالأمان والاستقرار والعيش الرغيد والحياة الهنيئة .ويسهم الجميع كفريق عمل واحد في التنمية والنهوض بها وحمايتها والحفاظ على وحدتها وأمنها واستقرارها . ومن هذا المنطلق فإن على جميع اعضاء لجنة التوفيق ان يكونوا على قدر المسئولية الوطنية الملقاة على عاتقهم في مناقشاتهم الختامية و قراراتهم النهائية التي سترسم مستقبل اليمن . ويضعوا نصب اعينهم انهم يمثلون كل ابناء الوطن , وان مصلحة الوطن اهم واغلى من أي مصالح شخصية أو حزبية أو خاصة ضيقة . فالوطن اكبر من كل المصالح الشخصية أو الحزبية الضيقة . ومهما اختلفت الرؤى والاتجاهات والأفكار السياسية بين اعضاء هذه اللجنة بحكم تنوع انتماءاتهم السياسية والحزبية , فإنهم جميعا يمنيون ابناء وطن واحد , وبالتالى فإن عليهم ان يدركوا جيدا ان الاختلاف يجب أن يكون من أجل الوطن ولصالح تقدمه وازدهاره وأمنه واستقراره , فالوطن هو الثابت الوحيد وما عداه يعد متحولاً.. لا المصالح يمكن أن تكون مشروعة إذا تعارضت مع مصلحته العليا ولا القضايا والمطالب تكون عادلة إذا عرّضت أمنه واستقراره ووحدته للخطر. فالوطن هو القاسم المشترك بيننا جميعاً نحن أبناؤه سواءً كنا متحزبين أو غير منتمين سياسياً مدنيين أو قبليين مثقفين أو غير متعلمين وإذا ما اعتبره الجميع - خصوصاً الفرقاء السياسيين- بأنه الرقم الصعب غير القابل للقسمة وآمنوا بهذه الحقيقة فإن كل المشاكل والمعضلات ستجد الحلول الملائمة والمرضية للجميع . وسيخرج الجميع برؤى مشتركة وأفكار واضحة وأهداف وإستراتيجيات فعالة من شأنها دفع عجلة التقدم والنمو بهذا الوطن نحو الأمام والحفاظ على وحدته الغالية وأمنه واستقراره. وختاما اقول واكرر القول لكل اعضاء لجنة التوفيق تذكروا جيدا في هذه اللحظات الحرجة أن قلوب وعقول الملايين من أبناء هذا الوطن معكم ويتطلعون شوقا إلى ما سوف تخرجون به من نتائج وحلول واستراتيجيات تنتقل بهم وبوطنهم نحو مستقبل مشرق تتحقق فيه آمالهم وأحلامهم في العيش الرغيد والحياة الكريمة والأمن والاستقرار والنهوض في شتى المجالات . فكونوا عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقكم , وعليكم جميعا السمو فوق الخلافات والصغائر , ونبذ الماضي بكل مساوئه وفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن وتاريخكم السياسي , عنوانها اليمن بلد الجميع ويتسع للجميع . فالكل مسئول أمام الله والتاريخ عن هذا الوطن من منطلق مركزه ودوره وتأثيره في الحياة السياسية على الساحة اليمنية , والكل لابد ان يسهم في تنمية الوطن وتعزيز وحدته وأمنه واستقراره. وتأكدوا أننا جميعا نبحر على ظهر سفينة واحدة هي سفينة الوطن ومسؤوليتنا أمام الله والتاريخ والأجيال القادمة أن نوصلها إلى بر الأمان ، لأنه إذا ما عصفت بها أعاصير التحديات والأخطار التي نجابهها اليوم فستغرق في بحر الفرقة والتمزق والصراعات والفوضى التي ليس لها قرار . فاحرصوا على أن تصلوا بسفينة الوطن إلى بر الأمان وشاطئ النهوض والتقدم والاستقرار , والله يوفقكم لما فيه خير اليمن وتقدمها واستقرارها ويسدد على هذا الطريق خطاكم انه ولي ذلك والقادر عليه . وحسبنا الله ونعم الوكيل. *أستاذ التسويق المساعد / جامعة تعز رابط المقال على الفيس بوك