قبل يومين تقريباً اجتمعت اللجنة الأمنية في تعز أو السلطة المحلية؛ وقرّرت النزول ميدانياً لحل القضية، أعجبني النزول «ميدانياً» هذا اعتراف أنهم كانوا يتحدّثون عن حل القضية من الفضاء الخارجي وبواسطة الخواطر الحسنة، الآن وقد اقتنعتم بالنزول الميداني؛ نأمل أن يبدأ النزول فوراً؛ فالأمر لا يحتاج إلى عام آخر لكي تتجهّزوا و«تتنحنحوا» حتى تصلوا وقد انتهى كل شيء..!!. هذا الكلام أعلاه كتبته في هذا العمود قبل شهرين، في 1سبتمبر تحديداً بمناسبة إعلان اللجنة الميدانية «النزول الميداني» لحل قضية قراضة والمرزوح، اللجنة المذكورة «بسلامة روحها عادها وصلت أمس بأطقمها لتحل محل المواقع المتحاربة، نحن اليوم في 27 أكتوبر، يعني شهرين كاملين منذ إعلان النزول الميداني والانطلاق للصعود الى المريخ قصدي «قراضة والمرزوح»..!! هل تحتاج المسافة من العُرضي محل قيادة المحور وإدارة الأمن والمحافظة إلى قراضة والمرزوح مدّة شهرين كاملين منذ إعلان الجاهزية الكاملة لتصل لإنقاذ الناس من الموت والتشريد.. ؟!. الله يفرّح بكم أمهاتكم يا سادة، المسافة لمن لا يعرف لا تتجاوز كيلو أو اثنين؛ خلّيها ثلاثة كيلو، وعشر دقائق بالسيارة، بالله أين رحتم، هل أخطأتم الطريق واتجهتم إلى جنوب أفريقيا على ظهور الخيول مثلاً لتشاركوا في مراقبة وقف إطلاق نار بين دولتي «قراضة والمرزوح»..؟!. الله يخدعه من خدعكم، وقال لكم إن قراضة والمرزوح في «تنكا بلاد النامس» لكن يجب أن يعرف الجميع أنه بين إعلان الصعود الميداني من قبل اللجنة الأمنية قبل شهرين إلى اليوم ذهب خمسة قتلى وأكثر من 30 جريحاً تقريباً، وتفاقمت معاناة الناس المشرّدين من بيوتهم، لا عليكم فقيمة المواطن عندنا «موزة خاسع»؟!!. لقد «تنحنحت» السلطة قبل شهرين و«تزحزحت» اليوم بولادة متعسّرة، وهذا خير كثير وشيء ولا «ما فيش» فقط أرجو أن تكون «الزحزحة» حقيقية، وألا يفجعونا بالهبوط غداً؛ باعتبار أن الأكسجين معدوم هناك، ستكون السلطة هنا هي القاتلة. ومع كل هذا يبقى الواجب أن نوجّه الشكر إلى اللجنة الأمنية التي وصلت أمس، وعلينا أن نلتمس لها عذراً، والمهم الإصرار على النجاح، ولتعتبروا أنكم في مهمة وطنية وعبادة تفوق كل العبادات، في هذه الفترة كان قد طار وفد من أمريكا يتبع الأممالمتحدة تقريباً يتقدّمه الصحافي الأمريكي الشهير «توماس فردمان» بحسب الزميل أبوبكر العزّي الذي رافق الوفد مع وزير المياه الأسبق ونزلوا بطائرتهم في العروس، وقابلوا وفد قراضة، ثم وفد المرزوح كل على حدة، واستمعوا إلى مشكلتهم وعملوا ملفاً للقضية. ونخاف إذا بقيت السلطة عندنا تسير على هذا النحو «القبوري» أن نصحوا يوماً أمام تدويل قضية «قراضة والمرزوح» مع كل «بلاوي التدويل» وتصبح «خابور» جديداً لتعز واليمن، ومثلما نطلب من اللجنة الأمنية الصمود والدوام وعدم النزول حتى تحل المشكلة؛ فإن السلطة المحلية ولجنة الوساطة مطالبة أن تتقي الله وتجعل القضية حرجة وطارئة وأولوية، ولا يتحركوا على طريقة الصعود إلى الفضاء بسفينة «حمار أعرج» كما أتحفونا سابقاً؛ لأن هذه المماطلة والتسويف وتضييع الوقت يدلُّ على انعدام المسؤولية وغياب الشعور، ولانريد أن نزيد.. وبهذا تتدحرج القضايا الصغيرة لتتحوّل إلى قضايا شائكة. المسؤولية الأولى والأكبر تقع على أبناء «قراضة والمرزوح» وقياداتهم وكبارهم تحديداً، الإخوة المتقاتلين الذين استدرجهم الشيطان الرجيم إلى هذه النار المحرقة دنيا وآخرة؛ اتركوا «القِمر وخافوا الله، والقضية مش مشارعة على الطريقة الصبرية» القضية أصبحت حياة أو موتاً ومستقبل أولادكم، ومن يساعد على حل المشكلة ويتنازل فكأنما يحيي الناس جميعاً، ومن ينفخ في نار الفتنة فكأنما يقتل الناس جميعاً، عليكم أن تعرفوا أن الدم أغلى من الماء، فهو وسيلة حياة فلاتجعلوه وسيلة موت انتم بالاساس قرية واحدة ومنطقة واحدة وأسرة واحدة، ليكن شعاركم «الحياة خير من الموت، والقوة بحقن الدماء ونشر السلام، وخيركم من يبدأ بالسلام» واعلموا ألا أحد بمقدوره مساعدتكم إن لم تسهّلوا المهة وتساعدوا أنفسكم، واعلموا جيداً أن الفرص لا تتكرّر، وما يمكن اليوم ستطلبونه غداً، ولن تجدوه حتى لو تنازلتم، فالحليم من يغتنم الفرص لرفع «الدبور» والانتصار للأهل ووشائج القربى والدم والدين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك