في تعز وفي قريتي (قراضة والمرزوح) المتجاورتين تسيل دماء أبناء القريتين منذ سنوات بأيدي القريتين في نزاع أعمى وغبي على مياه كان المفترض ان يشربوها جميعا وهي كافية لولا (الدبور) النازل الذي تسبب أيضا إلى جانب القتل المستمر بالقنص من بيوت الجيران والإخوة إلى نزوح أسر كاملة مع صراخ أشجار التين والبلس وعشب الكاذي المتواجد هناك عاليا: لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها**** ولكن أخلاق الرجال تضيق يتحمل أبناء القريتين خاصة الكبار منهم مسؤولية مباشره على هذا العبث... لكن البلية والفتنه تجعلهم أيضا غير قادرين على عمل حل وسط للفتنه والدماء، وهو ما يجعل المسؤولية كاملة على السلطة المتقاعسة وكأنها تشاهد مباريات كرة قدم مع أن الحرب لا تبعد عن مقر المحافظة والأمن أكثر من ثلاثة كيلو مترات، يعني عمليا الحرب داخل المدينة ومع هذا (فأذن من طين وأخرى من العجين) هو عمل السلطة والمجتمع بتجاره ومشايخه ... قبل شهرين من هذا التاريخ ومع ارتفاع الأصوات المنتقدة لسلبية السلطة أعلنت اللجنة الأمنية بالمحافظة أنها نازلة لحقن دماء المتقاتلين والنزول الميداني لإيقاف الحرب هناك واستبشر الناس خيرا مع أن البعض شكك بجدية الإعلان واقسم بالطلاق ثلاثا وهو يمين مستخدم كثيرا في (صبر) أن الخبرة لن يحضروا وقد يذهبون إلى مكان أخر يتفسحون أو يعيدون ممارسة التخزينة المعتادة؟؟... يوم الأحد الماضي وصل أول أطقم اللجنة الأمنية إلى القريتين ليبدأ كما يقولون التمركز بمواقع المتقاتلين الإخوة، والنتيجة أن الثمن منذ إعلان النزول الميداني للجنة الأمنية قبل شهرين واليوم هو أكثر من خمسه قتلى و30 جريحا إضافة إلى تفاقم المعاناة واستمرارها؟؟ لدينا ظاهرة تجاهل المسئولين لما يجري للمواطن ولدمه المهدر بشكل مرعب ومهول فالمسئول يتلذذ بالمصائب وكأنه لن يقع مسئول إلا إذا سار على مصائب الناس وأوجاعهم التي يصنعها هو بإهماله وفساده؟ اليوم مع نزول الأطقم الى القريتين مازال البعض يشكك ويحلف بالطلاق أيضا أن السلطة ستخذل نفسها والناس بصورة من الصور وأنها ربما تنزل غدا بدعوى ضعف الأكسجين في الجبل وتستدعي ببساطة المتحاربين أنفسهم لأخذ مواقعهم واستئناف الحرب من جديد؟؟فهل نرى شئيا آخر يحقن الدماء؟؟ نأمل ذلك..