الصورة التي تداولتها مواقع التواصل أمس كانت مزعجة وهي غريبة موحشة لفظاعتها أولاً وثانياً لأنها ليس في ريف دمشق ولا من رابعة وشوارع مصر التي أصبحت مستباحة اليوم لسلاح السيسي، إنها من اليمن ومن تعز ومن صبر تحديداً صبر اللطافة والحكمة والسلمية وبلاد الكاذي والبلس والمشمش ..والذين عرفوا بتسوية أمورهم ب (المشارعة) يعني بالكلمة والحجة وليس بالفأس والرأس والرشاشات...الصورة لامرأة مقتولة بوحشية برصاص ثقيل على وجهها هي من أهالي قرية (المرزوح ) وليس من درعا ، أصيبت برصاص بسبب النزاع الغبي بين المرزوح و قراضة أبناء العم والجيران والتاريخ والمهجل الواحد والماء الذي شربوه معاً و يقتلون بعضهم اليوم بسببه وبسبب قلة الدين والحياء وسيطرة الشيطان الرجيم على القلوب والعقول ...كان الأبشع كما نقل أنهم أيضاً منعوا إسعاف المرأة وأخذ جثتها، هذا الخبر إذا صح فهو بحد ذاته عيب وجريمة أفظع من القتل نفسه؟! دعونا من العيب لو كان أهالي( قراضة والمرزوح )يعرفون العيب والعيش والملح والدم الواحد لما أفنوا دنياهم ودينهم ومزقوا رحمهم بسبب وهم يمكن ان يحل بساعة، إنها مصيبة حلت والشيطان قد فرض كلمته عليهم .. يبقى أن نعرف بكل أسف أن أهالي قراضة والمرزوح قد تخلوا عن عقولهم وقلوبهم.. لكن ما ذا عن الدولة والسلطة المحلية التي تتحمل مسؤولية ما يجري باتخاذها موقف المتفرج دون أي مجهود حقيقي لحل الإشكال وإجبار المخالفين على النزول إلى الحق، هي دولة تستطيع أن تفعل شيئاً خاصة مع أناس هم أقرب الى المدنية وأي تدخل سيحل المشكلة شرط أن يكون التدخل جاداً ومستمراً ... للأسف لقد تخلت الدولة والسلطة عن مهمتها وأصبحت ...تروح مع المروحين وتسرح مع السارحين. مشكلة (قراضة والمرزوح) في رقبة السلطة المحلية والحكومة وقبلها في رقبة أهالي (المرزوح وقراضة) أنفسهم وقبل هذا وبعده يبقى قتل امرأة ومنع إسعافها عيباً أسود وأزرق أيضاً هذا إذا صح لأنني مازلت أحاول أن لا أصدق هذه الجريمة السوداء، لأننا لم نصل إلى هذه الوحشية إلا إذا كانت دماء الأبرياء تسود القلوب وتطمس البصائر وتمسح الإنسانية والإيمان وتحول اليمنيين من أرق قلوباً والين افئدة إلى أوحش قلوباً وأقسى أفئدة ... لا أحد بريء من استمرار القتل والتهجير في هذه القرى التي عرفت بسلميتها.. الجميع عليه مسؤولية الدم والدين والجوار ... الأحزاب الوطنية مسئولة بإثارة القضية سياسياً والإعلاميون مسؤولون بتحويلها إلى رأي عام والتجار والمشايخ والشخصيات الاجتماعية وكل من يستطيع أن يقول كلمة أو يذكر أو يدفع بالأمر نحو المحاصرة والحل ...وحجر الزاوية تبقى السلطة المحلية ومن خلالها الحكومة ورئيس الحكومة ورئيس الدولة لأن قضية مثل هذه لو تم تجاهلها تتحول شيئاً فشيئاً الى بؤرة صالحة للاستغلال وتهديد الأمن القومي والسلم الاجتماعي.. أفيقوا يا كلكم واعملوا شيئاً لإيقاف نزيف الدم والدموع في سفح جبل صبر الأخضر. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك