لا جديد في المشهد السياسي الوطني سوى المزيد من التمترس المُتعصِّب، والكثير من اللُّجاج السياسي البيزنطي، مع قدر كبير موازٍ من فقدان الحيلة لدى المعنيين باتخاذ خطوات حاسمة حازمة، لإشعار المواطنين بجدية السلطة والمسؤولية، ومن المضحك المبكي أن كل فرقاء الخلاف والاختلاف العدمي يتحدّثون بذات النغمة، وكلهم يلعنون مفجّري أنابيب النفط والغاز، ويطالبون بإلقاء القبض على «المُعتدين المُجرمين» على أبراج الكهرباء، وبالمقابل لا يوجّه أي طرف سياسي تهمة صريحة إلى الآخر في هذا الفعل الأثيم بالذات، وكأنهم جميعاً شركاء في عمل مريب يتوجَّه ضد المواطنين، ويقض سوية حياتهم، بل يجعلهم في حالة من اليأس والخوف. الوقت يتآكل يومياً، وفي كل ساعة ودقيقة، واللحظات الحاسمة في مؤتمر الحوار الوطني تتمدَّد دونما قيد أو شرط، وتفاجئنا يوماًَ بعد آخر بالمزيد من التسويفات اللزجة، وفي صعدة تنزلق البلاد إلى أتون حرب جديدة عنوانها صراع ظلامي بين جبهتين تتوسّلان التاريخ والدين بطريقة مشوّهة، وعلى مرمى حجر من المدن الكبرى اليمنية تتسابق عصابات النهب والسلب والتقطُّعات والقتل في ارتكاب الجرائم المتتالية دونما رادع أو عقاب، وفي صنعاء وعدن والحديدة وتعز والمكلا، وغيرها من المدن يفرح الناس لمجرد حضور نور الكهرباء كما لو أنها مِنَّة غير مألوفة، وفي مدن السلم والسلام التاريخيين يتم اغتيال منتسبي القوات المسلحة جهاراً نهاراً..!!. اليوم.. عندما نسمع عن اغتيالات من هذا النمط في مدينتي تريم وغيل باوزير العاشقتين للمدنية والسلم والفكر، ننظر بعين اليقين الرائي إلى فداحة المآلات القادمة إذا ما استمر الحال على ما هو عليه. إلى متى يستمر هذا الحال، وإلى أين نحن ذاهبون..؟!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك