عندما كانت تسمعني وزميلاتي (جارتنا لطيفة) ونحن في المرحلةِ المتوسطة حين كنّا نذاكر و (نرطن) أمامها ب(أي...بي....سي ...دي).. كانت تضحك علينا حتى تستلقي على قفاها من شدةِ الضحك.....وتقول: «والله بنات آخر زمن بيتعلمين لغة النصارى» ولم تكن تدري أن لغة (النصارى) تلك باتت من أهم مفاتيح الدخول إلى معايشةِ العصر ...كما أنها أصبحت مطلوبة في كلِ شيء إذا لم تمتلك لغة ً فأنت وشهاداتك إلى الجحيم.. حينها كنّا نذاكر همساً وكأننا نرتكبُ جرماً إذا سمعنا أحداً ينتقدنا..وتلك من الأخطاء الأكثر فداحة.. فبدلاً من تفاعل البيئة المحيطة.. على تقبل المختلف تجدها منفّرة جداً.. ويبدو أن ذلك خفّ كثيراً عن ذي قبل.. وحين كنّا نواجه صعوبة فهم قواعدها في المرحلةِ الثانوية كان يقول لنا مدرّس المادة حينها: “مافيش حاجة تستاهل الخوف هي مجرد لغة (غير شرعية) جمعوها من كلِ دولة واتفقوا على تسميتها بالإنجليزية....” !! فكل ذلك أعلاه كان كفيلاً (بتطنيش) الإقبال على تلك المادة وحبها ...وكانت أسوأ لحظة عندما نرى مدرّس الإنجليزي يدخل الفصل لتدريسها.. فماذا تتوقعون منّا بعد إطلاق عبارته (المقززة) على تلك اللغة...!! أضف إلى ذلك مصيبتنا العظمى في وزارة التربية والتعليم والمتعاقبين عليها منذُ سنين.. التي بكلِ غباء تقرر المادة من المرحلةِ المتوسطة بدلاً من فرض تعلمها من أول ابتدائي.. ليسهل الإقبال عليها وحبها منذُ الصغر.. وبغض النظر عن الأساليب المنفّرة وموعد تدريسها المتأخر و الخاطئ.. فقد حثّ سيد البشرية الأعظم عليه الصلاة والسلام..حين قال: «من تعلّم لغة قومٍ أمن مكرهم». فكان يفترض على وزارة التربية والتعليم وفكرة تدريسها العقيمة..التي وجودها في غالبِ الأحيان مجرد وجود صوري لا أكثر.. أن تعد العدة لمواجهة ذلك المكر وتقرر تعليمها من المراحل الأولى للتعليم.. ومن حيث لا تدري وزارة التربية والتعليم أن معظم مخرجاتها في الثانوية العامة طلاب فاشلون ليس معهم سوى(أي...بي...سي....دي)!! بسبب تدريس المادة من المرحلةِ المتوسطة... فكيف تريد الوزارة عقليات عبقرية لم تعطها حقها من البداية.. بمعنى الذي يريد أن ينقذ مستواه من الوقوع في الفخِ لاحقاً يأخذ دورات أثناء دراسة الثانوية نفسها.. أو قبل دخول الجامعة بسبب تدريس المادة في مراحل متأخرة..كذلك سوء ورداءة الأساليب المتبعة في المدارس..فترفدُ الجامعات بطلاب غير متمكنين من إجادة اللغة.. وبعض الأسر تحرص على إعطاء دورات للأبناء وذلك يعتمدُ على مستوى الدخل الاقتصادي لتلك الأسر بينما من لا حول لهم ولا قوة لا يستطيعون إلحاقهم بمعاهد اللغات المتخصصة لأنهم بالكاد يجدون قوت يومهم....!! أضف إلى ذلك أن معظم الطلاب الجامعيين يواجهون الآن مشكلة كبيرة على مدرجات الجامعة بسبب مستوى التدريس المتبّع في المدارس والذي يأتي في وقت متأخر جداً.. وهنا.. نلفت وزارة التربية والتعليم إلى اتخاذ قرارٍ شجاعٍ يحسبُ لها إن هي قامت بتنفيذه.. بأن تقرر مادة اللغة الإنجليزية من (سنة أولى ابتدائي).. بدلاً من تدريسها من المرحلة المتوسطة التي نتائجها سيئة الآن على مستوى الطلبة والطالبات في مدرجات الجامعة. نتمنى ألا تمر عليها هذه التناولة مرور الكرام. يكفي عبثاً بمخرجات هذا الوطن وهو الإنسان الذي هو أساس أي تقدمٍ ورقي لأي مجتمع. رابط المقال على الفيس بوك