تتوالى المسرحيات الهزليّة الضاربة بكل القيم والمبادئ الإنسانية عرض حوائط الغفلة.. والشعوب العربية على كف عفريت. ونحن كعرب.. لا نتقن جلد ذواتنا لننجو من ويلات ما نقترفه بأنفسنا وبأوطاننا.. لكننا نجيد الفتك ببعضنا تحت مسميات كثيرة وتعيسة نشقى بها على امتداد عصورنا البائسة. لم نتعلم أبدا من أخطائنا البليدة.. وخطواتنا الجمعية المرتبكة.. ونفوسنا المتهالكة على الوهم.. وأنفاسنا المتصاعدة تحت وابل العار اليومي بحق كل شيء مبهج بهذه الحياة المترامية الأصفاد . نحن أقوام تأكل بعضها ليرقص الغريب على جثث آمالنا الضائعة.. وأحلامنا المستشرية في مفاوز الخيبة الطاعنة في قلق الأيام ،ثم نريد بعد كل هذا أن نستعيد أمجاداً يناغينا بها التأريخ المكتوب بأنهار الدماء التي لا ندري فيما سُفكت وعلام أُزهقت.. إذ لا حقيقة فاضلة تستدعي كل هاته الشروخ المتعاظمة في جدار ما تبقى من إنسانية الإنسان العربي. ماذا سيكتب التأريخ الآتي عن حاضرنا على الأقل.. بعيداً عن ماضٍ تطاير في لجج الإفك والتناقضات المريبة!. ألا يمكننا أن نسمو بما تبقى من ضمائرنا عن فاشية الأوهام التي تكاد أن تأتي على أخضر خطواتنا ويباس أعمارنا؟ أم أننا سنمضي للمزيد من إنتاج كفاءات استثنائية لها قدرتها العجيبة في إخراج وتكرار المسرحيات وفق منظومة الأخطبوطية اللعينة؟. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك