ست عشرة آية من أصل تسع وعشرين آية في سورة التكوير حشدها الله قسماً واستعراضاً عظيماً لبعض قوته وإثباتاً لحالتين فقط، هما علم كل نفس بما فعلت يوم القيامة.. وإثباتاً أنّ القرآن الكريم هو كلام الله عبر رسوله الكريم. كلّ هذا الحشد الهائل في سورة واحدة فقط لتحقيق الحق وإثبات صدق الله، رغم أنه الخالق عزّ في عُلاه لا يحتاج لإثبات كما يحتاجه البشر بينهم البين في سلوك حياتهم وتفاصيلهم المُثخنة بالتشكيك والأوهام. فلماذا لا يتدبّر أولئك الجاثمون على مصالح الناس.. القائمون على أمرهم في إثبات النزر القليل على الأقلّ بأنهم ماضون في منفعة مجتمعاتهم.. ويعملون على تنفيذ ما يعود على البسطاء بالخير الوفير بدلاً من أن يبثوا الرعب واليأس في نفوس المواطنين التعساء.. دون إشاراتٍ واضحة لما قد يحتمله العقل البشريّ من ظنون خير وأمل بمستقبل شبه بائس. المشكلة أنّ غالبيّة من يتولون أمر المسلمين خصوصاً لا يهمهم طمأنة رعاياهم فيما بين أيديهم لئلا تطغى مفاوز اليأس وتنعدم حيلة الأمل في قلوبهم المكتظّة بالعناء وانغلاق منافذ اليقين عن إيجابية ما سيأتي. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك