وسط اللغط العظيم ، لايزال الحزب الاشتراكي استثنائياً.. يستطيع أن يكون أكثر استثنائية ومؤسسية وفارقاً بموازاة كيانات اللانوعية المنتشرة.. يستطيع أن يدرك الفارق الموضوعي بينه وبين بقية التكتلات لتجاوز ورطته الخاصة. كل حزب له متاعبه، هذا صحيح ..لكن كيف يمكن لحزب أن ينقذ الآخرين دون أن يتمكن من إنقاذ نفسه؟ لطالما عاش الحزب على الحلم الجمعي الوطني، ويجب عدم احتجاب رؤيته للأحداث مهما كانت الظروف .. والثابت أنه عرف فترات اقصائية قاسية وظل يقاوم كل حصار ، كما عانى من التجاذبات الشديدة، فيما يعد أنموذجاً في مكابدات استعادة الثبات وعدم الإخفاق ،على ان طريق الإبداع تمر عبر التجربة ، وعلى الحزب إجراء تصحيحات حقيقية ومراجعات جادة مع عدم الإسراف السلبي في جلد الذات. وبالطبع فإن هذه الأحلام ممكنة التنفيذ بمنتهى الحيوية الرفاقية ذات المسئولية الوطنية المدركة بوعي للماضي وللحاضر وللمستقبل بحيث يستطيع الحزب أن يحرر نفسه من الثقالات ويتدفق على نحو نموذجي إن أراد ذلك. والواقع أنه مازال قادراً على تحقيق الولادة الايجابية الجديدة في سياق أن يكون حزباً اشتراكياً يمنياً. ثم إن تلك آخر الطرق اليائسة لبعث الأمل من جديد ، ليس باعتباره حزباً سائباً وإنما حزب أكثر فاعلية وانبعاثاً، كونه حزب الفكرة الأصيلة ، الحزب الذي لايستطيع التغاضي عن وجدانه الوطني وقضيته الوطنية الكبرى. فضلاً عن أهمية الارتباط بكل أنماط الشعب الموالين لمشروعه، ودوام الرهان على الدولة المدنية والمواطنة المتساوية للنجاة من التعقيدات ، إضافة الى الفهم الوطني غير السطحي لطبيعة دوره في التوازن العام ،وانه انعكاس لقوى الحداثة والتمدين والدمقرطة والعدالة الاجتماعية والتحرر واللاعنف. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك