يعيش اليمني في ورطة وجودية وحياته هي عبارة عن يوميات حزن مقاوم من أجل الفرح، إنه يحلم بشدة رغم كل اليأس. ولعل هذه النفسية اليمنية المعاندة التي تتفوّق في التشبث بمكابداتها على قيمة الإرادة ومحاولات الانتصار هي الأكثر فاعلية لمشروع التغيير الجمعي. لقد كاد الإنتاج السلطوي الإفسادي المتفاقم خلال العقود الماضية يدمّر تماماً كل ممكنات استهلاكنا لما تبقّى من فتات الأمل الضئيل في ذواتنا وتطويرها. لقد كاد يمحق معنى عدم الرضوخ للاستلاب في الشخصية اليمنية؛ غير أن اليمني يخوض لعبة الرهان الأخير كل لحظة يصنع المفارقات المدهشة رغم كل شيء. والمؤكد أن هذه الخلطة العجيبة من السلوك المتجاوز اللا معقول هي ما تثير الاحترام والإعجاب لذلك الصمود الحقيقي في وجه الخيبات الكبرى وأوهامها أيضاً. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك