مثل باسم يوسف ظاهرة تجديدية في جوهر الإعلام العربي - اتفقنا او اختلفنا معه - وباسم يوسف ضد الاستلابات وله اسلوب شديد الفاعلية. فيما استمر بكل جدارة يضحكنا بنقده المتهكم العميق حتى ان الضحك الذي يولده باسم يوسف كان يمثل قوة تعويضية كبرى ضد الاستلابات لدى قطاع واسع من مشاهديه. غير ان الإخوان في مصر وقد اتضح انهم لم يهضموا قيمة حق التعبير بعد فإنهم يمهدون بقمع وترهيب باسم يوسف لتكريس أسس الكتم القادمة بعصا الإذعان والطاعة للحاكم جراء تصدرهم مشهد مرحلة مابعد الثورات التي يراد ضبطها على ايقاع معين محدود السقف إعلامياً مع ان الحريات الإعلامية كانت من اولويات اهداف هذه الثورات.. لذلك صار الاحتجاج الناقد للاداءات السلطوية غير مرغوب به من قبلهم وهذا تناقض رهيب فيما يزعمون من ثورية ومدنية وانفتاح أصلاً. فضلاً عن ان صرامتهم الايديولوجية صارت تهدد الرأي الجاد الاكثر تأثيرا وانتشارا شعبيا وهذا لايمكن ان ينسجموا معه لأنهم يعتقدون ان ممارساتهم موقرة وفوق النقد لتتضح غايتهم في إعادة صياغة المجتمعات وفق شروط حكمهم فقط.. والواضح ان تداعيات مايتعرض له إعلامي مرموق السخرية والمسؤولية والجماهيرية كباسم يوسف تؤكد تباشير تخويف الإعلام المغاير وحصاره وكبحه على الاقل ما لم يصل بهم الامر الى محوه تماماً من طريقهم اذا تعنت في عدم الرضوخ وظل يتشبث بالمواجهة وفضح المسكوت عنه. على ان تلك مهمة الإعلام والصحافة في البلدان التي تحترم الإعلام والصحافة لا البلدان التي تديرها انظمة من الصعوبة ان تتجاوز مرجعيات ماهو ايديولوجي شمولي له مهمة تلقينية لعينة -لدى من يتقنونه ويعبدونه ويروجون له كضمانة لراحة البال من الرافضين والمحرضين -تكمن جوهريا في إشباع ثقافة غرائز الحاكم المقدس في إدارة السلطة مهما تجاوزت ممارساته حدود العسف والغشم ومهما ادت تلك الممارسات إلى انغلاق وتخلف الدولة والمجتمع.. والأسوأ ان تأتي تلك الإجراءات التي يتعرض لها باسم يوسف من بعد ثورة وهنا مكمن المفارقة للأسف حيث كان هاجسها الاساس كما نعرف توسيع قاعدة الإعلام الحر. أساسات! حتى متى ستظل العلاقات الشخصية الشللية أساسات عمل الأحزاب اليمنية وأساسات ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني لصاحبها سين وصاد؟ [email protected] رابط المقال على الفيس بوك