أكرر: لنختلف في الرأي ولنتفق على صيانة اختلافنا في الرأي. هذا مبدأ مقدس لا جدال فيه، وهو يجب أن يكون فوق الاختلافات برأيي.. هذا مبدأ احترام للرأي السلمي بغض النظر عن ماهيته أو حتى عدم استساغتنا له، كما أنه مبدأ احتقار لترهيب العُزل في الأساس لمجرد آرائهم. ثم ما الذي سيتبقى في هذه البلاد حين يفضي الاختلاف للقتل أو التنكيل أو استخدام القوة والترويع؟ ما الفرق حينها بين حملة الأقلام والرأي السلمي وحملة السلاح والمجرمين والإرهابيين المباشرين؟ أنا مع كل الأشياء السلمية وأولها الرأي والرأي الآخر حتى لو كان ضدي. كذلك الحقوق لا تتجزأ، وما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك. أعني فلنتعارك على صعيد الفكر معنوياً لا أن نتواطأ ونمعن في تغذية البطش المادي. وباختصار لا يجوز الصمت أبداً عما يطال الرأي أو أية وسيلة إعلام من انتهاكات بأية حال من الأحوال حتى لو كنا لا نطيقها ونرى أنها مشينة... إلخ. أما الاختلاف مع الصحافة وحملة الرأي بشكل ترهيبي جبان فهو ما يجب الوقوف ضده. والمؤكد أن روح الإجرام أبداً ما استطاعت - طوال التاريخ- أن تنتصر على روح الرأي وحرية التعبير. لذلك على كل الصحافيين وكل النشطاء استنهاض الرأي والتشبث بقيمة التضامن مع بعضهم ضد الإرهاب مهما كان اختلافهم في الرأي، فيما شفافية الصحافة طريقة ازدهار مجتمعي تحقق الحرية وتصونها عبر الجدل، ليكون الاختلاف حيوياً وصحياً، بمقابل أن إجرامية الجبناء طريقة ترويع نذلة وخسيسة غايتها ترسيخ حالة الصمت في المجتمع ومن ثم تعميم الخراب. فقط: لنستمر في مقاومة إجراميات الجبناء جميعاً دون استثناء، ولنحافظ على المكتسبات العظيمة للصحافة اليمنية التي ناضل من أجل تحقيقها أجيال من التواقين لمجتمع سلمي سوي.. مجتمع شجاعة وسلام وتضامن لا مجتمع جبناء وقتلة وعبث.. مجتمع الكلمة والكفاح والحقوق لا مجتمع الفسدة والانتهاكات والغشم. ولن نهدأ حتى نحقق ذلك. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك