في ظل هذا المجتمع الاستهتاري الذي يخذل، تفضح قضية مهجري الجعاشن انحلالنا كمجتمع وكدولة.. إنها السلبية التي جعلت بعضهم يشطحون بعيداً.. على أننا نعيش أحرج اللحظات وطنياً ومواطناتياً، مايستدعي المراجعة الجادة والثورة على التواطؤ وصنع الذات السوية والحنين إلى الفعل الحضاري المشرف. وحيث تتعطل فاعلية أحلامنا بأن نكون أحراراً لا عجب أن الاستبداد يتكرس أكثر حد استلذاذ الضحايا في كثير أحيان نظراً للتخلف المنتشر. فهل سيستمر هذا القدر الرهيب الممل طويلاً؟ أم أنه آن لليمنيين أن يخجلوا وأن يتصوب مسار العدالة والإنصاف كما ينبغي؟ بالتأكيد إن علينا جميعاً كمجتمع وكدولة أن نجابه الاستلابات والخرابات بجسارة مثلى، تجعلنا نؤمن أنه لم يفتنا بعد أن نكون شعباً.. وليكن تقديرنا للإنسان هو المبدأ الإنساني الأكثر قداسة، مالم فإن سلطة ال33عاماً من تكريس الغشم والعسف قد استطاعت فعلاً سلبنا أعز ما نملك: إنسانيتنا. وصدقوني.. إن أؤلئك البسطاء المعاندين من أجل حقوقهم هم حالة الضوء التي ستمتد بعد أن كانوا ساهموا كثيراً في صنع الثورة الجديدة؛ متضامنين - بعد أن خذلهم الجميع - ببسالة الإصرار على تحقيق هدفهم والعيش برباط جأش الأمل. إنهم مدعاة للإعجاب الوسيع، فيما يقدمون درساً متفوقاً ومتقدماً عن كثير فئات في المجتمع – كان يفترض بها أن تكون في الصدارة للأسف من أجل قضيتهم - كالمثقفين وكالأحزاب وكالنقابات..إلخ. ولقد صادفت اليوم أحد ضحايا مهجري الجعاشن، وأخبرني بدوام العنجهية الهستيرية العجيبة التي لازال يمارسها الشيخ ضدهم. كما أخبرني أيضاً أنهم يواجهون منطقه الجبروتي بصمود. بالمحصلة ننتظر الآن من الرئيس هادي وضع حد لكل القهر الذي يطال هؤلاء الضحايا، وإذا فعلها ستكون مرحلة جديدة بالفعل، وإنه بامكاننا التحقق في وطن حقيقي «ذلك الوطن الذي يربحك ذاتك، ولا يجعلك تخسرها قيمياً على الدوام». [email protected] رابط المقال على الفيس بوك