/ خاص أكد شهود عيان مساء أمس ل"أخبار اليوم" تفريق قوات الأمن مسيرة ليلية لمهجري الجعاشن في شارع الزبيري وسط العاصمة صنعاء، وأنه تم الإفراج عن الناشطة الحقوقية "توكل كرمان" مساء أمس بعد اعتقالها لساعات من قبل الأمن. وقالت المصادر أن المسيرة كانت في طريقها إلى ساحة الحرية أمام مجلس الوزراء، مشيرة إلى حدوث إصابات وسط المتظاهرين جراء تفريق الأمن للتظاهرة، فيما قالت المصادر ذاتها أن الناشطة/ بشرى الصرابي أسعفت إلى المستشفى جراء الاعتداء الذي طالها وطال المشاركين في المسيرة من قبل أفراد الأمن. وأضافت المصادر أن الأمن اعتقل أربعة من مهجري الجعاشن المشاركين في المسيرة الليلية فيما تم اسعاف عدد آخرين بينهم ناشطون وناشطات إلى المستشفى جراء الاعتداء عليهم من قبل الجنود. وفي سياق متصل انتقدت عضو مجلس شورى الإصلاح ورئيس منظمة صحفيات "بلا قيود" ما وصفته بالخذلان الكبير الذي تعرض له أبناء الجعاشن من أعضاء مجلس النواب وكذلك تجاهل الأحزاب السياسية لقضيتهم . وقالت توكل كرمان: "إن الأحزاب السياسية منشغلة بالحوارات السياسية وقضية الجعاشن ليست من أولوياتهم ، ولو كانت كذلك لما استمر تهجيرهم حتى اليوم، كون الأحزاب لا تتفاعل مع القضايا الحقوقية وهموم المواطنين" . واستغربت كرمان تجاهل هذه القضية التي قالت: إنها حقوقية بالدرجة الأولى إلا أنها لم تشهد أي تحرك حقيقيي من قبل الأحزاب عدا جهود بعض الأفراد من هذا الحزب أو ذاك. وأضافت "إن الأحزاب لو كان لديها نية صادقة للتعامل مع مشكلة مهجري الجعاشن لوضعتها ضمن أجندتها للحوار الوطني مثلها مثل قضية المعتقلين على ذمة الحراك وصعدة". وقالت رئيسة بلاقيود أثناء مشاركتها في اعتصام مهجري الجعاشن والعشرات من الحقوقيين المتضامنين معهم أمس أمام بوابة جامعة صنعاء "إن هؤلاء المهجرين الذين يعانون خذلانا مجتمعيا كبيراً يتهمون بأنهم محسوبون على المعارضة في الوقت الذي يطردون من مخيماتهم الواقعة بجوار جمعية الإصلاح الخيرية وبتواطؤ من قبل بعض موظفي الجمعية التابعين للجنة المسجدية "، معتبرة أن اتهام أبناء الجعاشن بوقوف الإصلاح وراء قضيتهم قد أثر سلباً عليهم ، وهو "مبرر واهي لأنه لا يجوز طرد الإصلاحيين أو أي من المواطنين من بيوتهم ، وقراهم ". وأكدت كرمان الاستمرار بالمطالبة في إعادة مهجري الجعاشن إلى منازلهم وتعويضهم عما نهب من أموالهم ، و ملاحقة الجناة جنائياً ومدنياً، محملة الرئيس مسؤولية القيام بذلك ، لافتة إلى أن الحكومة " لن تستطيع أن تكابر أكثر لأنها تخسر الكثير من سمعتها ", باعتبار أن هذه القضية أصبحت محل تعاطف كبير لدى منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية . وناشد المعتصمون طلاب الجامعة بالوقوف معهم بعد أن خذلتهم الدولة وأجهزتها من أجل استرداد حرياتهم وحقوقهم المنتهكة. وانتقل مهجرو الجعاشن مع العديد من المتضامنين معهم إلى ساحة الحرية أمام مجلس الوزراء ثم إلى أمام مجلس النواب لمواصلة إعتصامهم للمطالبة بإعادتهم إلى قراهم أحراراً آمنين وإعادة ما أخذ وسلب منهم وإقفال السجون الخاصة ومحاسبة المتسببين بطردهم. كرمان وفي سياق حديثها اتهمت النواب بالتواطؤ في جريمة تهجيرهم والرضى عما يفعله شيخ الجعاشن حسب كلامها وقالت: إنهم شركاء الشيخ بسكوتهم ومساندتهم لأنهم يمارسون نفس الأخطاء والتجاوزات بحق رعاياهم. ووصفت كرمان مجلس النواب ب " مجلس الشيوخ " لأن الغالبية الساحقة لأعضائه شيوخ واعتبرته " وشؤون القبائل وجهان لعملة واحدة" . من جانبه قال يحيى الشامي عضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي: إن إزالة مخيم الجعاشن أمر مأساوي ليس لأن اللجنة المسجدية في جامع الجامعة أزالت مخيمهم الذي كانوا فيه فحسب ، وإنما لتجاهلهم الفظيع لهذه القضية الاجتماعية. وأضاف الشامي إن هذه القضية ذات طبيعة اجتماعية وسياسية" وتمنى على " الاتحاد الزراعي الأول وكذلك اتحاد العمال الوقوف إلى جانب "منظمة صحفيات بلا قيود ومنظمة هود كمنظمات تبنت هذه القضية" ، مؤكداً أن هذا الذي حدث والذي يحدث يضع القوى السياسية أمام مسؤوليتها باتجاه الضغط على الحكومة الحالية، وأن هذه مشكله اجتماعية ينبغي أن يحدد الحاكم موقفه منها ، كما يجب أن تحل هذه القضية لأن المشاكل من هذا النوع موجودة في أكثر من منطقه .