اعتصم اليوم الثلاثاء مهجري الجعاشن والعشرات من الحقوقيين المتضامنين معهم، أمام بوابة جامعة صنعاء مناشدين طلاب الجامعة بالوقوف معهم بعد أن خذلتهم الدولة وأجهزتها من اجل استرداد حرياتهم وحقوقهم المنتهكة من قبل شيخ الجعاشن. وانتقل مهجري الجعاشن بعدها مع العديد من المتضامنين معهم إلى ساحة الحرية الواقعة أمام مجلس الوزراء، ثم إلى أمام مجلس النواب للمطالبة بإعادتهم إلى قراهم وإعادة ما أخذ وسلب منهم وإقفال سجون الشيخ الخاصة ومحاسبته ومليشياتيه جنائيا ومدنياً.
وانتقدت توكل كرمان رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود ما وصفته ب"الخذلان الكبير الذي تعرض له أبناء الجعاشن من أعضاء مجلس النواب، والذين يترددون على المجلس منذ عشرة أشهر"، مشيرة إلى أن المهجرين لم يحضون حتى بمجرد سؤال عن حالهم من قبل النواب و لم ينالوا منهم مجرد زيارة.
كما اتهمت كرمان أعضاء مجلس النواب بالتواطؤ في جريمة تهجيرهم والرضى عما يفعله شيخ الجعاشن، وقالت "النواب شركاء مع شيخ الجعاشن بسكوتهم ومساندتهم، لأنهم يمارسون نفس الأخطاء والتجاوزات بحق رعاياهم"، واصفة مجلس النواب ب " مجلس الشيوخ " لأن الغالبية الساحقة لأعضائه شيوخ واعتبرته " وشؤون القبائل وجهان لعملة واحدة" .
من جانبه قال يحيى الشامي عضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي أن إزالة مخيم الجعاشن "أمر مأساوي ليس لأن اللجنة المسجدية في جامع الجامعة أزالت مخيمهم الذي كانوا فيه فحسب ، وإنما لتجاهلهم الفظيع لهذه القضية الاجتماعية.
وطالب الشامي "الاتحاد الزراعي الأول واتحاد العمال الوقوف إلى جانب منظمة صحفيات بلا قيود ومنظمة هود كمنظمات تبنت هذه القضية" ، مؤكداً أن ما يحدث يضع القوى السياسية أمام مسؤوليتها باتجاه الضغط على الحكومة الحالية، وقال "إن هذه مشكله اجتماعية ينبغي إن يحدد الحاكم موقفه منها ، كما يجب ان تحل هذه القضية لان المشاكل من هذا النوع موجودة في أكثر من منطقه".
من جانبه اعتبر الناشط الحقوقي موسى النمراني قضية الجعاشن "علامة تاريخية من علامات الانحطاط الأخلاقي والسياسي ودليل على شلل تام في مفاصل السلطة التي تهتم بصناديق الانتخابات على حساب كرامة الناخبين وحقهم في الحياة الكريمة"
وأشار إلى أن " استمرار معاناة هؤلاء الفلاحين البسطاء هو محك طويل المدى أمام السلطة والمعارضة على حد سواء" .
وتمنى أحد المهجرين في قصيده شعرية ألقاها في الاعتصام عودة الشهيد الحمدي ليعيش أبناء الجعاشن في ظل حمايته وأمنه.