هنا وهناك أينما ذهبت وأينما حللت حديث الناس يتركز حول هيبة الدولة المفقودة .. قطع الطرقات.. انتشار المسلحين الاغتيالات نهب أراضي الناس إقلاق السكينة العامة عزوف المعنيين بحل قضايا الناس.. انتشار الفساد في معظم ان لم يكن في كامل مفاصل الدولة. المماحكات السياسية بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية الانفلات الأمني وعزوف بعض المعنيين عن تطبيق النظام والقانون تهيباً من واقع الوضع العام.. الانفلات غير المسبوق في جوانب عديدة من مجالات حياة الناس وعجز العديد من أجهزة الحكومة عن أداء مهامها وغياب مبدأ الثواب والعقاب جراء ردات الفعل اللامعقولة في هذا المرفق أو ذاك والتي حالت في العديد منها وتطبيق القانون. مطالب حقوقية وأخرى عنادية أو لنزعات ومرام حزبية صارت السمة البارزة التي شلت الأداء للعديد من المرافق.. والمعنيون بتطبيق القانون وحمايته صاروا في وضع لا يحسدون عليه.. كونهم باتوا أهدافاً ومقاصد للفوضويين واللصوص والقتلة وأضحوا بحاجة ماسة للحماية. الهروب من تحمل المسئولية وأدائها كما يجب لربما صارت الإفراز الطبيعي لواقع الحال المر والمعيب في آن واحد.. مر لأنه عمق حالة الخنوع لدى الكثير من الناس ومعيب لأننا نتقبله دون إدراك منا بقصد أو بدون قصد بأن يتعاقد صارت مدمرة وكارثية على الجميع دون استثناء. وهنا تبرز العديد من التساؤلات التي ستظل تنتظر الإجابات الشافية والدقيقة !! لماذا استشرت حالة الذهول بين عامة الناس إزاء أفعال وأحداث عجيبة وغريبة ولا تمت لأعرافنا وقيمنا وأخلاقياتنا ومسئولياتنا بصلة وصار القبول بها إرادياً وغير إرادي رغم قبح نتائجها الكارثية؟. لماذا يتقاعس رجال الضبطية القضائية.. الأمن عن واجباتهم وأماناتهم في وقف مسلسل ارتكاب جرائم القتل رغم ان وتيرة الإجرام قد طالت حتى قيادات منهم وباتت جرائم القتل تمارس ضد الأبرياء دون ردع ولماذا ! اختلت الثقة فيما بين الأجهزة الأمنية نفسها من جهة وفيما بينها وبين أجهزة الضبط القانوني والقضائي من جهة أخرى.. ما أدى إلى التمادي في ارتكاب الجرائم جهاراً وخفاءً ولماذا يصول ويجول القتلة على مرأى ومسمع دون عقاب يذكر. لماذا صارت مجتمعاتنا تفتقر لمرجعيات الحل والعقد وإن وجدت صارت مشلولة العطاء والأداء ولا تمتلك القدرة حتى على قول الحق بوجه الظلمة والمجرمين. لماذا غابت أو نامت المهنية لدى بعض العاملين في الحقول الصحفية والإعلامية أو الوعظ والإرشاد ورجال القانون والتشريع والتربويين والحقوقيين وقادة الرأي والفكر والأدب وفطاحلة السياسة فحالت بينهم وبين مسئولياتهم في تدارك أبعاد الأخطار الداهمة التي تحيط بالأمة والوطن. نداء لحماية سلمنا الاجتماعي من الانفراط ولحماية الأمة من الشتات ولحماية الوطن من التمزق وللخروج من الواقع الذي يتهدد مستقبل اليمن أرضاً وإنساناً.. فإننا ننادي كل الخيرين والوطنيين وإلى جانبهم السواد الأعظم من أبناء شعبنا إدراك تبعات أي تخاذل.. وليعمل كل من موقعه في مواجهة وكبح جماح المخططات التي أضرت بمصالح البلاد والعباد والوقوف وقفة رجل واحد لدرء ووأد كل سلوك وتصرفات خارجة عن النظام والقانون ولنبدأ على الفور في إزالة مالحق بواقعنا من أدران والتضحية بالمصالح الآنية للبعض لنضمن المصلحة العامة للجميع علنا بذلك نساعد على دفع والزام كل أجهزة الدولة ودعمها لأداء كامل واجباتها ومسئولياتها في تجاوز تداعيات الحاضر من أجل يمن جديد. كما أن على الجميع أن يعد العدة للتعامل الإيجابي مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي لم يكتب لها النجاح إلا إذا توافرت الإرادة الوطنية والشعبية في حمايتها وتفعيلها في الواقع.. فهيبة الدولة المفقودة تحتاج من كل الحكماء والعلماء والوجهاء والمعنيين بالأمر إلى صحوة كبرى وصدق مع الله والوطن وأداء ما حملنا منه أمانة سيحاسب ان قصرنا في أدائها أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام أجيالنا القادمة. رابط المقال على الفيس بوك