في وطن يمر اليوم بمنعطف من أهم منعطفاته التأريخية، منعطف رسم معالم بناء الدولة القادمة التي يتطلع إلى العيش في ظل حريتها وعدلها ومساواتها وأمنها واستقرارها وعيشها الرغيد كل يمني حر، يكاد القلب يقطر دما جراء ما يقابل حالة رسم معالم بناء الدولة من حالة حرب غير معلنة تهدف إلى استئصال مقدراتنا ونسف ما وجد من بنىً تحتية تٌبقِي فاتورة بناء الدولة باهظة، كما تهدف هذه الحرب إلى زعزعة سلمنا وأمننا الاجتماعي لا لشيء إلا ليسقط البلد في مستنقع الدماء والأشلاء للأسف، حالة الحرب هذه تزداد كل يوم استعارا وعلى رأس الأسباب ضعف إن لم يكن التجرد من المسؤولية الفردية والجماعية. حالة ضعف أو غياب استشعار المسؤولية انتجت في مجتمعنا حالة من الصمت المطبق، جعلت الجميع يدفع الفاتورة نقدا كل يوم، تارة من قوته اليومي واقتصاده الحياتي وأخرى من أمنه وطمأنينيته وراحة باله، علما أنه ليس ثمة مستفيد من كل هذه الحرب إلا المتربص الخارجي أما أدوات ذلك المتربص فهم وإن قبضوا ثمن جرمهم في حق شعبهم ليسوا بمنأى عن تداعيات تلك الحرب التي يديرونها بالإنابة فعما قريب يكتوون بنارها. إنني هنا بقدر ما أعيب وأنبذ وأجرم مثل هكذا حرباً يصطلي بها شعب برمته، أعيب بالمقابل على النخب الثورية التي خرجت واخرجت الشعب رغبة في تغيير الأوضاع التي احترق بجحيم سوئها فهم سوادها القاصر للثورة والذي كشفه ركود ما بعد الساحات حيث لم تترجم الثورة من قبل الثوار عموما والنخب الثورية على وجه الخصوص على أرض الواقع المجتمعي على أنها فكر وقيم ومبادئ وأخلاقيات تداعي الناس إلى تحقيقها وأصر الثوار على تمثلها في ساحاتهم غير أن طريقها تعثر عن الوصل إلى الواقع المجتمعي للطرف الآخر والأطراف الأخرى الصامته.. فهل لنا كثوار أن نعيد الكرة ثائرين داخل المجتمع على كل الأفكار والقيم والمبادئ والأخلاقيات التي تعيق ثورتنا وتسهم في إعاقة بناء دولتنا المنشودة، فطريق استشعار المسؤولية والذي يبدأ بتحرير منابرنا الموجهة للرأي العام، لتسهم في قيادة خطانا نحو تحرير طاقاتنا واطلاق وتوجيه قدراتنا لنحول المجتمع إلى أدوات بناء تبطل كل معول للهدم والتدمير معولنا بعد الله في انتشال أوضاعنا والرقي بجيلنا ووطننا.. رابط المقال على الفيس بوك