في تناولات صُحافية سابقة أشرت إلى حجم المعانات التي تثقل كاهل أبناء تهامة وتحديداً سكان مدينة الحديدة، حيث يكتوون بنار التهميش وتعنت وإهمال المركز وهول استحواذ الفاسدين على مواردها وكأننا نعيش عصر الإقطاعيات بامتياز، فضلاً عن سلبية البيروقراطية والفساد والمحسوبية وتعمد الحكومة والنخب في آنٍ واحد تجاهل أبسط مطالب أبناء هذه المنطقة. والحقيقية، لقد أسعدني كثيراً أن أتلقى اتصالاً هاتفياً من الأخ المهندس أكرم عبد الله عطية، محافظ محافظة الحديدة منذ أيام، يحدثني بتواضع جم عن الظرف الدقيق والاستثنائي، فضلاً عن المهام الجسيمة المنتصبة أمام قيادة المحافظة ويثني على التناولات الصحافية الجادة والموضوعية تجاه كل ما يعتمل في الحديدة، خاصة لجهة توضيح أبعاد مخاطر المشكلات الناجمة عن إغفال الاهتمام بتلبية متطلبات أبناء هذه المحافظة والتوقف عند همومهم وتطلعاتهم، بل لقد أفرحني أكثر حديث المحافظ وهو يحمل إليَّ وإلى القُراء خبر البدء بالإجراءات الأولية لتنفيذ مشاريع معالجة الصرف الصحي واستبدال الشبكة القديمة بأخرى جديدة بعد أن تهيأت الظروف لذلك، مشيراً إلى حاجة أبناء المحافظة لمثل هذه الأصوات الإعلامية الداعمة، خاصة في وقت تتكالب فيه بعض قوى الفساد لفرض منطق العشوائية ومقاومة الإصلاحات التي تسعى قيادة المحافظة جاهدة لتنفيذها. لقد جاء المهندس المحافظ أكرم عبد الله عطية إلى هذه الموقع – كما نعرف – في وقت بالغ الصعوبة وخاصة مع تراكم المشكلات الإدارية والمالية واستفحال غول الفساد وغياب التمويل الحكومي لتنفيذ مشاريع تواكب المتغير الهائل في حركة السكان.. وفي مواجهة متطلبات توسيع تحديث البنى الأساسية المتهالكة.. وهو أمر أخذ من وقت وجهد المحافظ الشيء الكثير حتى تمكن مؤخراً – ومعه آخرون – من عقد اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء في مدينة الحديدة ولأول مرة منذ عقود طويلة وذلك لمناقشة سُبل محاصرة تداعيات الأوضاع البيئية والخدمية، حيث وعد المجلس بتمويل تنفيذ مشاريع الإنقاذ في هذه المدينة التي أشبه ما تكون بالبقرة الحلوب دون أن تلقى – حتى – مجرد رد التحية. إن المطلوب من حكومة الوفاق الوطني تذليل كافة الصعوبات أمام قيادة محافظة الحديدة لتنفيذ كامل مشاريع البنية الأساسية التي تضررت بفعل تقادم الزمن وفي طليعتها شبكة الصرف الصحي والطاقة الكهربائية.. وعلى أولئك الذين لم يتخلصوا من سلبية أنفسهم بعد والحاملين شارات الانتقاد بمناسبة وبدون مناسبة، أن يسارعوا لأن يكونوا سنداً لكل عمل طيب يقوده المحافظ أكرم عطية لصالح هذه المحافظة وأبنائها الطيبين الذين يستحقون وعن جدارة هذه الوقفات التي ينبغي أن تكون ديدن الجميع وهم يتعاملون مع أبناء هذه المحافظة ولا شيء آخر. رابط المقال على الفيس بوك