من سيجيبني عن هذا السؤال؟!. فأعتقد أنكم تسألون نفس السؤال أيضاً، لكن ما من مجيب لنا جميعاً، فالقتل في بلادنا مؤخراً، بات أشبه بالهواء الذي نتنفسه، فلا يمكن أن يمر يوم واحد لا يُسمع فيه نعي لفلان أو علان، والجميع تمت تصفيته إما بسائق دراجة نارية ملثم، أو بسيارة مفخخة أو باختطافات من الشوارع، وحتى من أبواب المساجد، وأصبح الإنسان اليمني منتهي الصلاحية، وفقد الإحساس بالأمان حتى بأحلامه.. وكم هو مؤلم هذا الإحساس ومروّع، وخاصة إذا سمعنا تلك الإحصائيات وتلك الأرقام المهولة، ومن الجاني..؟! لا يعلم أحد، ولا يهم أن يُعاقب أمام الناس، وأهل المقتول يدفعون من جيوبهم فوق حزنهم وألمهم ليشتروا العدالة، وليتهم يصلون إليها، لكن دون جدوى، حزن ووجع وظلم وقهر، فكل قاتل وراءه ألف قاتل، لاسيما إن كان مرافقاً لأي شيخ متنفذ، فليرحم الله قتيله وليصمت أهله وينسوا الموضوع، ومن ينسى فلذة كبده، فمن بينه وبين أحد أية مشكلة أو عداوة، فالأمر بات سهلاً جداً، ليس كما سبق، وفي ثوان يمكن التخلص منه كأنه نملة، والنملة تموت بشرف دائماً، لكن الإنسان في اليمن بات موته مخزياً ومؤلماً ومهيناً، خاصة إن كان عسكرياً فقيراً، أو مسكيناً لا ظهر له ولا سند، فحينها سينتهي ويضيع حقه بدون أي نقاش، وعليه فقد باتت هذه الممارسات حالياً تمثل رزقاً لأصحاب الدراجات النارية بالذات؛ لتمتعهم بقدرات خارقة في هذا المجال، بسرعتهم وقوة قلوبهم وحاجتهم الملحة إلى طلب الرزق، حتى أسباب الرزق في بلادنا مميزة ومبهرة، ومتطورة تناسب وتواكب وضع الدول العربية وبلادنا خاصة، هذا قبل أن تهدينا السعودية هديتها الأخيرة. أعتقد أن هؤلاء القادمين من هناك سيُستغلون أحسن استغلال، وكل سيغنّي عليهم بطريقته، وسيُستخدمون استخداماً احترافياً في قتل الناس، كونهم بين عشية وضحاها تحولوا من أسياد إلى عبيد، فبعد أن كانوا يعودون إلى بلادهم بالسيارات الفخمة ويتفاخرون على الناس بالمنازل والتلفونات والنساء وووو، والبعض يعيّشون أسراً ويعملون ليلاً ونهاراً ليشبعوا جوع أيتام ومحتاجين، هؤلاء بكل ما فيهم سيبحثون عن مصدر رزق، وقد يضطرهم الوضع إلى الرضا بأي مقابل، والقيام بأية عملية كهذه ليعيشوا، فالنائب جدبان ليس الأول وليس الأخير، فقبله سُحق الكثيرون من العسكر بالذات، والبسطاء والفقراء الذين لا ناقة ولا جمل لهم في شيء، ولم يتحرك من أجلهم أحد. وطبعاً من سيُغتال سيتجه أهله مباشرة لضرب الكهرباء، ليعاقبوا الدولة، وهم يعاقبوننا ويسحقوننا نحن، أما الدولة فهي في عالم آخر غير عالمنا، ولدى المسؤولين من المولّدات في قصورهم ما يكفي لإضاءة اليمنالمنورة بأهلها على حد قول وزير كهربائنا، ونحن كمواطنين مسحوقين أصلاً بكهرباء أو غيرها ما ذنبنا وذنب أطفالنا ليتعذبوا معنا بعد اغتيال أي مستهدف بحق أو بغير حق، أما المجرمون والقتلة فهم في شغل فاكهون، وكأنهم لم يفعلوا شيئاً، هذا إن لم يزيدوهم إجلالاً وتكريماً..؟! أما إذا اغتيل مواطن مسكين وهو على بسطته أو عربيته بالغلط أثناء هكذا جرائم، فلن يسأل عنه أحد، وحتى أهله سيدفنونه وهم يبكون بصمت، ولن يفكروا حتى في الذهاب إلى أقرب قسم شرطة لأنهم على ثقة كبيرة أنه لن ينصفهم أحد، ومع ذلك لن يعاقبوا الشعب برمته عقاباً جماعياً، لكن سيتحولون إلى مشردين ومتسوّلين، كل ما يعرفونه عن هذا الوطن ومن فيه هو أنهم قتلوا من يعولهم، فيا ترى من سيأتي بعد النائب المغتال، سنترحم عليه من الآن، وسنجهز الشموع إذا انقطعت الكهرباء..؟!. رابط المقال على الفيس بوك