ليومين خلت نشر الإعلامي الدكتور فيصل القاسم على صفحته ب (Facebook) صورة رائعة من الطبيعة اليمنية الخضراء الآسرة، ثم عقب على الصورة بقوله: (هذه الصورة الرائعة الخلابة ليست في أوروبا، بل في اليمن، ولو كانت في مكان آخر، لجعلوا منها واحدة من أعظم المناطق السياحية في العالم).. لاقت الصورة الجميلة استحسان الكثير، انهالت الإعجابات والتعليقات، وكانت أضعافاً مضاعفة إلى منشوراته الأخرى، بين مادح وناقد للوضع اليمني، ومستغرب من جمال بلدة غائبة إعلاميا، لا تحضر المسامع إلا بما لا يسر، تساءل البعض: أفي اليمن مناظر جميلة كهذه؟؟ في اليمن مناطق جميلة رائعة، انه اليمن السعيد، هكذا كان يطلق عليه قديماً، كان سعيداً، سعادته من طيبة أرضه، المكسّية بالحلل الخضراء، الغارقة في الطبيعة الوافرة بالجمال، الساحرة بهوائها العليل، الآسرة لمن زارها، فنزل أوديتها، وصعد جبالها، ولامس أشجارها، وتنفس هواءها، بلدة طيبة، آية في الأرض ليس كمثلها شيء، ولكن!!! جوهرة بأيادي فحَّامين لا يجيدون صونها، ولا يُقَدرون ثمنها، ولو كانت الطبيعة الخلابة الموجودة في اليمن في بلد آخر، لجعلوها أعظم المناطق السياحية في العالم، وكيف سيجعلون اليمن؟ والحكومة متجاهلة ثروات اليمن المعطلة، وتكتفي بانتظار وعود الهبات والقروض المشروطة، وزارة السياحة - صاحبة الشأن- نائمة في العسل، إلى الآن لم تقدم اليمن للآخرين بالصورة الحقيقية، ولم تعِ أهمية الترويج للمناطق السياحية في اليمن، المنتشرة في أكثر من محافظة، كلها زاخرة بما يجعلها قبلة للزائرين ،ومحطة للسياحة العالمية.. لم تستثمر بالمشاركة مع وزارة الإعلام، بوسائله المختلفة، من خلال البرامج التلفزيونية، ولا بإصدار كُتيبات، ومجلات بلغات مختلفة، توزع في الخارج عن طريق السفارات والبعثات الخارجية، تقاعست عن استقطاب الشخصيات المشهورة المحلية والعربية، القادرة على توصيل الصورة إلى المشاهد العربي والعالمي، عاجزة حتى عن عمل موقع إلكتروني، ينشر عن اليمن بالصورة والنص بلغات مختلفة، تركوا اليمن للإعلام الخارجي –العنصري- يقلل من شأنه، ويشوه الصورة، فلا ينقل إلا ما ينفر الآخرين منه.. مازالت جهود الترويج للسياحة اليمنية، فردية يجتهد المخلصون في التصوير، والنشر والكتابة - نشيد بهم ونرجو أن تستمر هذه الجهود وتكثف، وكل يقدم اليمن للآخرين بما يستطيع، من خلال الصورة، والنص، والحديث عنها في المحافل والمنتديات والمحاضرات- خدمة لبلد مسئوليَّها اكتفوا بالمناصب والمسميات، وما يترتب عليها من مكاسب ودعم الخارجي.. الخلاصة: يجب على وزارة السياحة أن تصحى من سباتها، وغفلتها وتلعب دورها السياحي، ولا تكتفي بالأساليب والوسائل القديمة العقيمة، وتهتم بالمدن السياحية، بتوفير الخدمات الأساسية والمرافق، لإيجاد مناخ وبيئة ملائمة للسياح والزائرين، فاليمن مازالت مغيبة ،رغم ما فيها من أماكن خلابة وأثرية سياحية، فقيرة بالترويج ونقلها للآخرين كما يجب.. رابط المقال على الفيس بوك