التأكيد على التلاحم الوطني والالتزام به هو القوة التي نواجه بها التحديات, ولذلك فإن الإصرار على النفخ في الكير وصب الزيت على النار منهج الذين لايؤمنون بالشراكة الحقيقية في الحياة, ولايدركون إلا مصالحهم النفعية الضيقة, وأمثال هؤلاء من البشر الذين لايستفيدون من مدرسة الحياة ولايقرأون التاريخ ولايعرفون إلا شخوصهم ولوحدهم ينبغي عليهم أن يكفوا عن العبث بالحياة السياسية ومحاولة احتكار المشاركة السياسية في ذواتهم غير القادرة على فهم فن الممكن من الحياة السياسية, وأن ينفتحوا على أنفسهم أولاً لفهم الأبعاد الوطنية لمفهوم الوفاق الوطني والشراكة الحقيقية في صنع الحياة. إن العيب الذي يلحق وصمة العار الأبدية في الإصرار على الادعاءات الباطلة ولي عنق الحقيقة وإخفاء معالم الفشل, لأن ذلك الأسلوب هو الفعل الأشد فتكاً في مكونات الدولة وينخر جسدها ويسري فيه كما تسري النار في الهشيم, ولايدرك أولئك المكابرون المصابون بداء الفشل بأنهم قد أصبحوا أدوات تدمير الدولة وتحطيم معنويات مكوناتها البشرية. لقد أشرنا في أكثر من موضوع بأن العيب ليس في مجرد الخطأ ولكن العيب الذي يخلق العار واللعنة التاريخية هو الإصرار على الاستمرار في ممارسة الخطأ وتصديق الكذب, لذلك فإن المطلوب من كل القوى السياسية أن تكف عن المناكفات الكيدية, وأن تعود جميعها إلى جادة الصواب وتدرك بأن الوطن في حاجة لكل أبنائه ويتسع للجميع دون استثناء لأحد, وأن اليمن لايقوم بمهام إعماره غير أبنائه أما الغير فإن حرصه على تفوق بلاده يمنعه من تمكين اليمنيين من الوصول إلى بناء الدولة اليمنية الواحدة والموحدة والقادرة والمقتدرة, وعلى الجميع أن يدركوا هذه الحقيقة وأن كل يوم يمر من حياة اليمنيين دون وفاق ووئام وسلام خراب ودمار. إن التلاحم الوطني الشامل هو الذي يمكن اليمنيين من النهوض من كبوتهم ويعيد لليمن أمجادها ومكانتها الحضارية والانسانية بين الأمم, فليعمل الجميع من أجل تقوية جدار التلاحم الوطني وترميمه بالمزيد من الوفاق والتنازل لبعضهم البعض حماية للوحدة الوطنية بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك