في ظل مكافحة الجهل والحد من الأمية، والتشجيع على التحصيل العلمي الممنهج دشنت وزارة التربية والتعليم الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة للعام الثالث على التوالي بدعم من منظمة “اليونسيف” الراعي الرسمي للحملة مع التعاون مع شركات ومؤسسات أهلية وحكومية شاركت وأسهمت إسهاماً فعالاً في تمويل الحملة للعام الدراسي الحالي 2013م 2014م. وكانت قيادة وزارة التربية والتعليم قد قامت بالإشراف الأولي على سير الحملة والمشاركة في عقد المهرجانات كمهرجان إكسبو ومهرجان الحيمة الذائع الصيت علماً بأن قيادة الوزارة قد لعبت دوراً هاماً وبارزاً في نجاح الحملة هذا العام من خلال متابعة وتوجيه أعمال الإدارة العامة للإعلام والنشر التربوي في ديوان عام وزارة التربية والتعليم. وقد واجهت الحملة العديد من العوائق والمثبطات منها على سبيل المثال لا الحصر قلة وعي المجتمع بأهمية حملة العودة إلى المدرسة لقاء ضعف الجانب الإعلامي لاسيما بعض الصحف والتي ضاقت ذرعاً بالحملة ولم تبد تعاوناً ملموساً في دعم الحملة إعلامياً من خلال الإسهام الفعال في توعية الجماهير وحشد مختلف الطاقات والإمكانات وتوجيهها صوب خلق رأي عام موحد حول أهمية الحملة وتأثيراتها الإيجابية في تقليص أعداد المتسربين والمنقطعين. فالمشهد التربوي ومنذ انطلاقة الحملة في شهر سبتمبر وحتى الآن يزدان بالإيجابية والحركة الناضجة في عموم المحافظات التي استهدفتها الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة علاوة على تنوع أنشطة الحملة التي تمكنت من معالجة العديد من المشكلات التعليمية والتربوية التي تنبعث من الانقطاع والتسرب لأعداد مهولة من الطلاب والطالبات على مدارسهم إذ بلغ عدد المنقطعين والمتسربين حوالي اثنان مليونين طالب وطالبة تتعدد أسباب انقطاعهم وتتنوع إذ ينحصر معظمها ويرجع إلى أسباب الفقر والضائقة المالية التي تدفع بالعديد من الأسر إلى التقاعس والعزوف عن الإنفاق على أبنائهم الطلاب بفعل المعيشة الخانقة وكون الانفاق على التعليم يضيف أعباء ومشاق مالية تعجز بعض الأسر الفقيرة من تحملها وهذا ما دفع بوزارة التربية والتعليم من توزيع المواد الغذائية على الأسر الفقيرة في بعض المحافظات النائية على سبيل التخفيف من وطأة الفقر الموحشة وكي تتمكن الأسر الفقيرة من توجيه ما كان سينفق على المواد الغذائية وإنفاقه على التعليم. ومن المؤكد ان لحملة العودة إلى المدرسة أهمية بالغة ونتائج طيبة على واقع التعليم في اليمن على غرار بعض الدول العربية التي تتبنى تدشين مثل هكذا حملات، فأهمية الحملة تأتي من كونها ستار لتحقيق قدر الله عزوجل في تقليص أعداد المتسربين والمنقطعين عن الدراسة في عدد من المدارس في عموم محافظات الجمهورية اليمنية في الريف والحضر على حد سواء إذ كانت نتائج الحملة لهذا العام نتائج طيبة وعظيمة تمثلت في توسيع دائرة الدعم التمويلي للحملة كونه دليل على رفع منسوب الهم المجتمعي والشعبي والجماهيري وإيمان القطاع الخاص والحكومي بأهمية التعليم وخطر الانقطاع والتسرب في صفوف الطلاب والطالبات حيث تمكنت وزارة التربية والتعليم هذا العام من الدفع بأعداد كبيرة إلى المدارس وتقليص أعداد المنقطعين والمتسربين، فعلى الرغم من قلة الوعي المجتمعي وعلى الرغم من ضعف الجانب الإعلامي للحملة إلا أن ثمة تفاعل إيجابي من قبل أولياء الأمور في عموم محافظات الجمهورية التي استهدفتها الحملة وهو تفاعل غير مسبوق في الحملات الماضية. رابط المقال على الفيس بوك