كلما استبشرنا بالأمل بمستقبل أفضل أنكشف لنا خراب ودمار من نوع آخر، وتتجه الأمور بعده إلى غموض دائم دون الإفصاح, فلم نر ذات يوم أن تفجيراً تم أو اغتيالاً أو غيره سابقاً والى اليوم أن التحقيق فيه قد اتضح منذ اغتيال الحمدي وإلى اليوم, هل يعني أن تلك القوى الإجرامية التي تقف وراء ذلك الاستهداف لكل ما هو جميل بالوطن ورموزه الوطنية لبث الخوف لتصبح هي الآمر والناهي وتعيد إنتاج نفسها كل مرة، ولا أحد يتمكن من أن يطالها لكننا اليوم أمام تهم وتضليل كل يكيد بالآخر، وتدخل القاعدة كأقرب طريق لدفن الحقيقة كي يصدقهم الآخرون فمن اغتيال الشهيد الرئيس الحمدي إلى اغتيال جار الله عمر إلى حادث سير يحيى المتوكل وإلى العمل الإجرامي في مستشفى العرضي ومحاولة اغتيال الرمز الوطني ياسين سعيد نعمان، والكثير الذي قضوا نحبهم بالأمس لا نستطيع ذكرهم. هناك من يلعب بالنار مستفيداً منها للي ذراع الخصوم وتعريفهم أنه أكثر خبرة ودهاء، وبإمكانه أن يطال من يقف في طريقه. كان الأمن يتعامل ببراءة والجيش متماسك لكن ما أن تصارعت تلك القوى وبدأت بالتشكيك لتتسلل في هذه المرحلة إلى وسط الجيش والأمن قوى وتسارع في تجنيد جديد الهدف من ورائه ليس جانباً وطنياً أو خدمة الوطن بل لخدمة تيار أو قبيلة أو شخص عانيناه بالأمس وهاهو يكرس اليوم. ما جرى من عمل إجرامي في وزارة الدفاع يؤكد أن هناك مخططاً انقلابياً من أطراف تحاول أن تكون هي كل شيء، لكن أن لم تتضح الحقيقة للشعب ويتم التحقيق بالقضية لكشف المتورط الخائن للوطن, فإننا قد ندفع ثمن التستر على من يسعون إلى تدمير وخراب الوطن. عشاق الدم والخراب الذين لا دين ولا قيم ولا إنسانية تحكمهم عاشوا على القتل والتعذيب والدمار, وهذا سلوكهم لأن من سهل وحماهم للوصول إلى المكان له هدف من وراء ما يجرى. بروز الاختطاف أيضاً والتقطع والاغتيال المنظم خطر على الوطن, فاختطاف نجل منير هائل ظاهرة جديدة وخطيرة واستهداف للرأسمال الوطني لإخضاعه من قبل قوى فشلت في كسب ود واحترام الشارع، وهي ذات القوى القبيحة التي تسعى للوصول أو البقاء في مراكزها حتى لو كان في خراب الوطن، وهي رسائل أنه لا أحد يستطيع أن يقف في طريقها ومن يقف سيدفع ثمن ذلك، هذه القوى محمية من القتلة والفاسدين وقطاع الطرق والناهبين وعصابات الفيد. غريب ما يجري في الوطن في ظل وضع نتصور أننا قد تجاوزنا المصاعب والمشاكل، لكننا نجد أنفسنا اليوم نعود إلى الصفر تنعدم الثقة ويسود الخوف وكل يعمل ضد الآخر ويحضر التسهيل والتساهل ويصبح الوطن في فخ غياب الوطنية، وتغليب الطابع الحزبي والمكايدات والصراع المذهبي والشحن الطائفي الذي يعد الأخطر إن صمتنا ولم نقف في وجهه. الحادث الإرهابي يضع أكثر من تساؤل من المستفيد من ذلك، وما المخطط الذي أعد وهل كان انقلاباً فعلا ؟؟وهل سيتم التزام الصمت أم أن كشف الحقيقة والتحقيقات سيتم فعلاً. في الأخير الذي يهمنا الوطن ومن يكرس ثقافة القتل والإرهاب أياً كان فهو ضدنا جميعاً، ويجب أن نقف في وجهه 'حماك الله يا وطني من كيد عشاق القتل ومن يلعب بنار الفوضى والخراب. رابط المقال على الفيس بوك