لعلنا نتفق في أن الدعابة النقدية أشبه بمختبر لنهضة الروح، كما بدون دعابة يصير الإنسان مهترئاً أو مفخخاً من الداخل. أما إذا كان المرء متديناً ولايمتّ لقيمة الدعابة الموضوعية التي نقصدها بصلة فإنه يصير قاتلاً.. ولانبالغ!. يصير متشنجاً ضد الآخر ..يصير مهووساً بنزعته الفكرية فقط.. يصير المقدس الوحيد بالنسبة إليه كامناً في ضيق وعيه بالضرورة. لذلك بالطبع لايمكن لهذا النوع من البشر الانحياز الحيوي للأفق المفتوح، وبالتالي يصعب عليهم أن يكونوا حيويين مع صيغ النقد والاختلاف مثلاً، بل ويمثل خيالهم حينها ضرباً من العقد الذاتية ليس إلا. على أن الدعابة فضيلة أكثر من سامية في جوهرها المعرفي، ولولاها بالتأكيد لصار عمق الإنسان سقيماً وبشعاً بما لايطاق، فمابالكم بالمتدينين!. والشاهد أن الدعابة مؤثرة جداً حين تكون كمعطى معرفي تسامحي على وجه الخصوص. ثم إن كل متدين لم تترسخ فيه هذه القيمة التنويرية النوعية التي نقصدها من الدعابة، لابد أن يهدد الأمن والسلامة العامة مستقبلاً.! أعني أن ذلك النوع الصارم والقاسي من التدين الخاطئ والمشوه، ليس سوى فخ كبير للإنسانية كما تقول الوقائع للأسف. ثم إن الأمراض القروية الساذجة لايمكن أن تصلح كزوادة لرقي الأنفس الاشتراكية النبيلة، وكلما هممنا بالاتساق الوطني، كنا بلا تناقضات تعيق. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك