تدلك المتاريس الإسمنتية التي تتكاثر في العاصمة صنعاء وتزداد سمكاً واتساعاً على حالة مواجهة لا تخفى على احد , وهي حالة مبررة بفظاعة الجرائم التي شاهدناها في مشفى العرضي . ابتدأت المتاريس بالانتشار بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م عند اعلان الحرب على مسمى الارهاب , بدءاً من سفارة الولاياتالمتحدةبصنعاء , ثم امتدت لتشمل السفارات الغربية ومقار الشركات النفطية وجهازي الأمن السياسي والقومي , لكنها اليوم تشمل كل السفارات والمباني الحكومية ومنازل كبار المسئولين والمباني المهددة بهجمات إرهابية . هذه المتاريس تذكرك اينما ذهبت أن الارهاب يتهدد العاصمة , وأن الحرب قائمة وغير مرئية في آن واحد , فالإرهاب إجرام مجرد من أي قيم أو أخلاق , يتسلح بالغدر ولا يراعي الحرمات كما لا يراقب في الناس إلاً ولا ذمة وان كانوا أهله وقومه وإخوته في الدين , المباني التي تحيط بها المتاريس قائمة في أحياء يسكنها أناس عاديون وكثير منهم لا علاقة له بالسياسة , ومع ذلك يستهدفها الإرهابيون لأن عقلية الإجرام ونفسية الفحش في الجريمة المتسترة بالدين تسول لهم أنها بهذا الفحش تقذف الرعب في قلوب من تراهم أعداءها وتثير الخوف منها في نفوس الناس اجمعين. غير أن المتاريس لا تحمي ولا تردع الإرهاب مادامت عقيدته القتل و وحشيته تستهدف الترويع بالقطائع وفحش الاجرام , فلا بد أولاً من تحصين الوعي الجمعي بالتوعية الهادفة الى نسف مزاعم الارهاب وأكاذيبه عن فقه الجهاد والقتال ولا بد ثانية من تحصين المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية من عمليات الاختراق الممنهج والاستخدام المزدوج اللذين سادا في فترات سابقة . قد تصد أو تحد المتاريس الإسمنتية جرائم الارهاب , لكن الامر الكفيل باقتلاع الارهاب من جذوره هو هدم هذا الارهاب في قلاعه الحصينة بالدين , والمحصنة بشيوخ تجارة الارتزاق بالجهاد والمتاجرة بالمجاهدين من أيام أفغانستان إلى مآسي سوريا . إن اعتذار الريمي واعتباره تلك الوحشية التي رأينا فحشها وفظائع وحشيتها في العرضي , تكشف عن دين مزور وإسلام مختطف فهو يعتبر الفحش وفظائعه خطأ في الاجتهاد له أجر واحد , ويمكن معالجة فظائعها بالتعويض المالي , وهنا تتكشف نفسية للجريمة هي أولى بالمتاريس والمتاريس غير الإسمنتية تحديداً. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك