كل دعوه للناس الى الخير والصلاح , تنبثق من بينهم وتعيش معهم وتستمر بهم , هذا ما سجله تاريخ الاديان والمذاهب في أيام البشر على الأرض من لدن نوح وحتى عصرنا الراهن , وفي المقابل دون هذا التاريخ على صفحاته فصولاً من تاريخ عصابات الجريمة التي تخفت في الظلام وتوارت من بين الناس في دهاليز التآمر وكهوف الاجرام . لم يخل تاريخ المسلمين منذ عصر صدر الاسلام وحتى يومنا هذا , من حركات سرية ودعوات باطنية , لكن معظمها كان متصلاً بمجتمعه , مختفياً من سلطان البطش والطغيان , ومع ذلك كان تاريخ السرية مليئ بالسوء والمساوئ والسيئات . في العقود الثلاثة الماضية عاصرنا ظاهرة مثيرة للجدل ابتدأت من أفغانستان جهاداً وخرجت منه ارهاباً تحت مسمى تنظيم القاعدة , ومنه تناسلت الاسماء وإليه انتسبت كل الجرائم التي لا يقرها عرف ولا دين . في البدء , استخدم الاسلام والجهاد غطاءً سرياً لحرب فرضتها حسابات الحرب الباردة بين حلف وارسو وحلف الناتوعلى الارض الأفغانية , والى هناك حشد مرتزقة الجهاد وذهب الملياردير اسامة بن لادن ليكون غطاءً مالياً للتمويل المالي لهذه الحرب من دول المجلس الخليجي , ثم انقلبت العملية بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط المعسكر الشيوعي ليتحول الجهاد الى ارهاب ومرتزقته الى ارهابيين . رغم ان الفكر الذي يحمله الخطاب الإعلامي لتنظيم القاعدة بعيد عن طائفة السنة , وجناحها الفقهي المتطرف, وان هذا التنظيم لا مقام له في مجتمعات هذه الطائفة ,إلا أنه يختطف مسمى السنة , ويعيث بها وبأهلها فسادا, فهو فكر منبت عن الناس والدين , وهو منذ عاد من افغانستان أسير نفسه ورهين ظلمات السراديب والكهوف الممتدة بين جبال تورا بورا والصحراء الافريقية . الاسلام دين اتى ليخرج الناس من الظلمات الى النور لكن القاعدة اسم حركي للارتزاق عاد بأهله ثم بالناس من نور الاسلام الى ظلمات التآمر والإجرام وحين يذهب شباب الجهاد الصومالي الى سوق آمن في العاصمة الكينية لقتل الأبرياء العزل بدعوى اجبار حكومة كينيا على سحب جنودها من الصومال , فإن الجريمة ان يترك هؤلاء جيوش القتال ويذهبوا في الظلمات الى الابرياء في الاسواق باسم الله والجهاد , وهذا ما لا صلة له بالاسم , الدين والناس . القاعدة الاسم الحركي للارتزاق [email protected] رابط المقال على الفيس بوك