لم ندق ناقوس الخطر.. متأخرين, بل قلناه منذ اللحظة الأولى لممارسات بعض القوى السياسية التدليس على العالم, ثم من لحظة تحجيم التصويت داخل مكونات مؤتمر الحوار الوطني ومن خلال التجاوزت للنظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني, ثم قلنا كثيراً إن محاولات القوى الديماغواجية لتجاوز المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة خطر على التسوية السياسية, وقلنا إن هناك مخالفات مشبوهة تقود إلى تجزئة وتقسيم اليمن ومحو آثار الدولة اليمنية من خارطة العلاقات الدولية, واليوم نقول لكم: لماذا نرفض الوثيقة الصادرة من الموفمبيك ونبدأها من صفحتها الأولى التي لم تعترف بالتسوية السياسية بقدر ما قالت «نقل السلطة» وهذا يعني إثارة الفتنة بين أبناء اليمن وإعادتنا إلى مربع الصفر وتفجير الخلافات التي تجاوزها اليمنيون وضحى الشرفاء بالغالي والنفيس من أجل حقن الدماء والأعراض والأموال ووصلنا إلى التسوية السياسية التي تعني لاغالب ولامغلوب. ثم إن الصفحة الأولى من الوثيقة حملت التناقضات التي لايغفلها حصيف، فقد قالت بتجاوز الصراعات المؤلمة ثم اعترفت بمظالم طرف دون أطراف أخرى وعززت العنصرية وشرعنت للتفرقة بين أبناء البلد الواحد والموحد, ثم إن الوثيقة قالت بأنها تحقق التوافق وهذا افتراء على الشرفاء والنبلاء من كل المكونات السياسية التي رفضت الوثيقة وربأت بنفسها عن الاسهام في شق وحدة صف اليمنيين, وقالت الوثيقة بأنها تحقق المواطنة المتساوية تحت مظلة الحق والقانون ثم تأتي بالمهلكات التي لاتساوى بين مواطني الدولة اليمنية القادمة من خلال الفصل العنصري لتمييز طرف من أطراف الصراع على حساب كل المكونات البشرية للجمهورية اليمنية, ثم إن الوثيقة تؤكد على حق تقرير المصير للأقاليم والولايات وهذا عين الفجور, فهل بعد هذا الذي يمزق اليمن أشلاء صبر على هذه الوثيقة أو القبول بها. تلك الألغام والسموم في الصفحتين الأوليين من الوثيقة فما بالكم عندما نصل إلى المهلكات في صلب الوثيقة, ومن خلال ذلك ندعو شرفاء الوطن من المحيط جنوباً والبحر غرباً والصحراء شرقاً وشمالاً إلى الاصطفاف الوطني الواسع لرفض التمزيق مالم تزل الألغام والمفخخات العنصرية منها, ولتمتد الأيادي البيضاء لحماية اليمن الواحد والموحد والعمل على استكمال بناء دولة النظام والقانون بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك