أعضاء فريق الحوار الوطني خاصة القوى السياسية مسؤولون مسؤولية تاريخية أمام الله والتاريخ والشعب بإنجاح الحوار لإنهاء هذه الحالة الراكدة والمفتوحة على كل الاحتمالات.. ورقة الضمانات الخاصة بالقضية الجنوبية فيها أساس للخروج من الحوار إلى واقع التغيير وبناء الدولة خاصة وأنها فتحت الباب لمزيد من المناقشة والخيارات وعليهم أن يحولوا وجهات نظرهم المتباينة لإثراء الحوار والخروج بالصورة الممكنة والأقل خسارة والأكثر ضمانات بعيداً عن إعاقة الخروج الذي لا يستفيد منه إلا أعداء الوطن.. الجميع يتحدث عن حرصه على الوحدة، حسناً هذا الأمر يحتاج إلى إنزاله عملياً إلى الواقع عن طريق اختيار خيارات ضامنة.. ابحثوا عن الأسلم والممكن والتوافقي الذي يخرجنا من حالة البقاء في المستنقع.. الخطر هو أن يتخندق الناس وراء مقترحاتهم وتتحول هذه المقترحات إلى مقدسات ووطن نتغنى به وبأصحابها على حساب الوطن.. الحوار معناه المرونة والتنازلات المتبادلة على معايير حماية الدولة والوحدة ومصالح الشعب وعدم عودة الماضي الفاسد والتفرد الذي نجني كل هذه المرارات بسببه.. لا خيارات مقدسة أبداً.. التوافق على قاعدة المصلحة العليا هي الأساس..والمبررات المصاحبة للخيارات يجب أن لا تكون سطحية وعاطفية واستعراضية فيها من التحريض ضد الآخر أكثر من الموضوعية وأظن أن المتحاورين قد قطعوا شوطاً ناجحاً وعليهم أن يختموه بالأجمل والأسلم . المخاوف المثارة حول الأقاليم وتقسيمها يجب أن تدرس على أساس الخوف على الوطن الذي هو اليمن كله وليس الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب وورقة الضمانات لم تغلق النقاش وفتحت الباب أمام أكثر من خيار والوقت وقت عمل وليس وقت تسجيل أهداف صغيرة ضد هذا أو ذاك أو تصفية الحسابات مع بعضكم أو مع المبعوث الدولي مثلاً...نحن جسم واحد وروح واحدة يجب أن ننجو جميعاً ونتطور جميعاً ونفرح جميعاً ولن ينجو أحد وحده.. ستنجو السفينة بمجملها بإذن الله ويجب أن تنتهي متاهات الحوار بالممكن والصورة الأقل خسارة لتبدأ مرحلة البناء والاستقرار.. هناك من يقاتل لإفشال الحوار وإغراق البلاد بأحقاده وتخريباته.. ما حدث أمس بالضالع من قتل للمدنيين يجب أن يكون حافزاً لإنهاء الحالة الراكدة وهو عمل غير مبرر وجريمة شنعاء قد يكون من أهدافها لإحداث مزيد من الغبار والفوضى أمام الحوار الوطني وإعاقته... علينا أن نعرف أن الكرة الخبيثة تتدحرج من صعدة إلى صنعا ء إلى حضرموت إلى الضالع وستحاول أن تنتقل إلى أمكنة أخرى تجر خيبتها وفشلها لكن المدنيين يدفعون دائماً الثمن.. وبقاء حالة الركود في طاولة الحوار وعدم انهائه يساعد على إبقاء محاولات التخريب تعمل وتقتنص الفرص على قاعدة الفراغ الموجود والامكانيات المتاحة لها داخل الدولة والأجهزة العسكرية والأمنية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك