على المتحاورين الذين عادوا إلى جلسات الحوار من كل القوى اليمنية بما فيهم المؤتمر الشعبي وشرفاؤه الذين بدأوا فعلاً في الابتعاد عن بوابة الماضي المأساوي ومركزه الأسري المدمر.. عليهم جميعاً أن يتحركوا بسرعة لإتمام الحوار لأننا في سباق مع الزمن ومع الثورة المضادة التي تتحرك في كل الجوانب للإعاقة والتعطيل العام.. من ضرب للكهرباء المستمر إلى الفوضى والإرباك وإشعال الحروب والهجمات على المواطنين تارة وعلى العسكر تارة أخرى، آخرها أمس على نقطة عسكرية بلحج ذهب ضحيتها أكثر من ثمانية شهداء معظمهم من الجنود، وقبلها الضالع وحضرموت وصنعاء والمسلسل مفتوح تديره شبكة من القوى المتضررة من نجاح الحوار والبدء في بناء الدولة تتقاطع مصالحها في ضرب الحوار والتوافق وتعطيل مسيرة التحول السلمي وتعمل بتنسيق واضح لإرباك المشهد بكل الوسائل وهو ما يتحتم على المتحاورين أن يركزوا على المبنى الوطني العام ولايغرقوا في الشكل واللون مثل قضية الأقاليم مثلاً، فعدد الأقاليم لايهم ومايهم هو أن تجتهدوا لإغلاق باب الشيطان والانفصال وتتجهوا لبناء الدولة وقاعدة الحكم الرشيد، فشكل الدوله.. ليست مشكلتنا، مشكلتنا التاريخية الاستبداد والاستئثار بالحكم لصالح أسرة أو فرد على حساب الشعب وحقه وبعدها اعملوها ماشئتم ستة أو إقليمين أو إقليم واحد أو عشرة،ثم إن الوثيقة تنص على مناقشة «ستة أقاليم أو إقليمين أو مابينهما».. هكذا تقول ورقة الضمانات بمعنى أن النقاش جارٍ واللي عنده خيار أفضل وممكن التوافق عليه يطرحه للحوار وليس للتنفيذ ولا الفرض أو لغة «اشتي لحمة من كبشي واشتي كبشي يمشي» المهم التوافق والخروج بحل يدفع اليمن إلى الأمام. نحن في حوار توافقي ولايمكن أن يتمسك كل بخياره.. نريد أن ننتقل إلى المستقبل وتأكدوا أن ما توافقتم عليه سيكون خيراً وأفضل ألف مرة من الانسداد والركود المدمر .. حاوروا بعيداً عن الاستعراض الإعلامي والزعيق الذي لايفعل إلا تقزيم صاحبه وتضييع الفرصة الوطنية .. المطلوب ضمانات لدولة وحكم رشيد ولايهم الشكل .. يرحمكم الله من غير المعقول أن تبقوا تتضاربوا على «الرنج» ولون الجدار.. وتنسوا المبنى الذي سينهد على رؤوس الجميع لو تأخرتم في التوافق والحسم وسيكتب التاريخ بعدها لعناته على المتسبب والمضيع للفرصة التاريخية... كما سيخلد التاريخ من يتنازل عن رأيه لصالح الرأي التوافقي بعيداً عن الحسابات الخاصة وأنتم جميعاً كذلك.. نحن في لحظة الحسابات الوطنية التاريخية والتي لن تتكرر بسهولة ربما عبر أجيال عديدة... أنتم الآن تضعون لبنات مستقبل الأجيال فاثبتوا للتاريخ وطنيتكم وتجردكم وعظمة الحكمة اليمانية والعقل اليمني الذي سيؤسس لليمن الجديد ودولته الكبرى. [email protected]