ليست ثورة تلك التي صارت حياة يسكنها المثار عليهم. ماذا يعني أيها الثوار أن نكتشف كل يوم بأن الثورة مذلة ؟! أين ذهبتم بالهوية الأساسية للثورة؟! كل الصفقات والأسرار والاتفاقات والاحتيالات والمفاسد التي تتم حالياً باسم الثورة لم تكن هويتها الأساسية على الإطلاق. إن الثورة خطيئة كبرى مادام هنالك ثوار بلا فضيلة روحية وأخلاقية.. إن الثورة ليست ثورة وهي تهرع للاحتماء بالفاسدين.. إن الثورة نبية كاذبة مادامها لم تغير المجتمع.. إن الثورة نبتة شيطانية إذ تتحول رويداً رويداً الى آلهة لايمكن نقدها. و لقد فرطنا بأنبل أحلامنا ولا فائدة من الالتفات للخلف، كما لاينبغي لنا أبداً أن نتصالح مع الفخ الذي وقعنا فيه. يالها من تعاسة وياله من شقاء إذن!. إن كراهيتي للماضي و للمرحلة في وقت واحد. إن الثورة وهم المجتمعات الضحلة للأسف. إن الثورة أكبر عدوة للثورة حين يكون الشعب بلا ذاكرة. لذلك كآبتي تخنقني. ولم أعد قادراً على الانسجام مع هذا الوطن الفج. وطن الفنادم والمشائخ والسيادة المهتوكة. ومع ذلك سنظل نحلم بشدة. بالتالي يجب على الأقل وضع حد حاسم لاستمرار وقاحات التعامل المهين مع جرحى الثورة؛ فهذا الإذلال المتعمد للجرحى كنوع من أنواع العقاب النفسي، يمسنا جميعاً، يمسنا جميعاً، يمسنا جميعاً. [email protected]