المؤسف أن بعض المصابين بالغيرة والحسد يحاول أن يبحث عن شخصية وهمية وتاريخ لامكان له إلا في خيالاته, ولكي يضفي بعض المصداقية يتحدث عن وهمه على لسان الغير دون أن يحدّده بالإسم ،لأنه لم يجد في الواقع من يقبل عبثه الفكري الذي يسبح في الخيال والأكثر شفقة تجد أن هذا التغني نفاق عالي الجودة من صناعة من أصروا على الزور، ولأن أقوالهم وأفعالهم قد فضحت على الملأ ودون هوادة فليس أمامهم غير الهروب إلى عالم المجهول وتمجيد الجهل وتبرير الفشل وإيصال رسائل السموم الكيدية نكاية بالوطن وأهله. إن الكلمة الصادقة هي وحدها التي تُحدث الأثر الإيجابي، أما مجرد استحضار الوسائل الكيدية من أجل البحث عن إلهاء الناس عن حالة الفشل التي لحقت بالمصرّين على الزور والبهتان فإنها لايمكن أن ترمّم جدار البيت اليمني وتصدعاته التي أحدثتها بعض القوى لمكارم الأخلاق الذين جعلوا من الغاية تبريراً لوسيلتهم وغاياتهم ظاهرها الجنة وباطنها جهنم الحمراء التي تلتهم الأخضر واليابس ,وقد قلنا: إن الحياة تجارب وينبغي أن تستفيد تلك القوى من تجاربها وتتعمق في معرفة أسباب ذلك الفشل ثم تبدأ صفحة جديدة بعيداً عن المكايدات والرهانات الخاسرة ومحاولات الاستقواء بالعدو الحقيقي لليمن ،ولكن لم نجد لذلك أثراً، فكل يوم تظهر حقيقة أكثر خطورة مما سبق ظهوره ،فمتى سيتعظ هؤلاء ويدركون أن الوطن اليمني الكبير أعظم من تحالفات الكواليس ومؤامرات الدهاليز وإغراءات المنافع الخاصة؟. إن الشيء بالشيء يُذكر، فإلى جانب كل ماسبق هناك نبلاء وعظماء استطاعوا كشف حقيقة التآمر على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وكان لهم السبق في كشف الغاية تبرر الوسيلة ،لأنهم أدركوا أن تلك القوى تريد أن تضحي بوحدة اليمن وخيراته وعزته وسيادته الوطنية المطلقة ،وقوة اليمن الواحدة وشموخه من أجل حماية مصالحهم الخاصة جداً، فكشفوا هذه الحقيقة من داخل تلك القوى، وهاهم اليوم يعودون إلى صف الوطن اليمني الكبير بكل الشموخ ،وهم يدركون بأن الوطن أكبر وأعظم من المصالح الخاصة ،وأن هيبة اليمن وقدسية ترابه الطاهر أعظم من إغراءات الفاشلين الذين يؤمنون أن وطنهم هو مصالحهم المادية فقط، فالعودة إلى صف الوطن طاهرة وصفاء وقدسية من أجل الإسهام الفاعل في إعادة إعمار اليمن وبناء الدولة اليمنية الواحدة والموحّدة بإذن الله.