ما بين مصر واليمن علاقة عجيبة.. وتقليد يحمل في طيّاته المآثر الإيجابية وتعتريه أحياناً بعض السلبيات والإخفاقات. لهذا أغلب ما تنتجه السياسة في مصر وما تفرزه الناحية الاجتماعية.. ينعكس تلقائياً على اليمن أو تقليداً من اليمنيين للتجربة العريقة سابقاً لمصر. والإشاعات المتداولة هذه الفترة تتحدث عن توجه السيسي وزير الدفاع المصري والحاكم الفعليّ للبلاد هناك للاستقالة من منصبه العسكريّ للترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة.. بينما في اليمن يدور الحديث عن إشاعة إيجابيّة بتولّي الدكتور أحمد عوض بن مبارك الأمين العام لمؤتمر الحوار منصب كبير في التشكيل القريب القادم للحكومة. والفارق كبير بين الشخصيتين.. فالسيسي جاء على ظهر دبابة وعلى جثث أبناء شعبه الذين نختلف مع غالبية فكرهم وتوجههم العقيم، لكننا كنا وما زلنا مع الدفاع عن حقهم في الحياة كبشر لا أقلّ ولا أكثر.. وما زلنا ضدّ الممارسة اللاإنسانية للوصول إلى الحكم.. لهذا وصل السيسي للسلطة من منطلق عسكريّ بحت لا علاقة له بالمدنيّة إلا في ظاهرها.. بينما الدكتور أحمد بن مبارك، ذلك الرجل المدنيّ والأكاديميّ الذي أدار مؤتمر الحوار باقتدار عال وروح رياضيّة وسعة صدر جعله ذلك وغيره محطّ تقدير واهتمام على المستوى المحلي والعربي والدوليّ.. مما يجعلنا نتفاءل بهكذا شخصيّة يمنيّة نأمل في مسيرة مسئوليتها القادمة – إن صحّ الخبر – أن يستعيد ما سقط من أحلام البسطاء.. ويعمل على تحقيق روح المدنيّة على الأقل بعد أن كدنا نشيّعها إلى ما لا جدوى. لهذا نفرح بأيّ مددٍ إخباريّ يجيء من نافذةٍ مدنيّة عايشنا بعض نسائمها.. ولهذا نشعر بالبهجة لمجرّد إشاعة إيجابيّة.. لأننا شبه مقيدين في عنق الزجاجة.. ولا أظنّ أننا كشعبٍ كادح سنتقبّل أي كارثة مجتمعيّة بعد مؤتمر الحوار لا تحترم ما تبقّى بداخلنا من رغبةٍ حقيقية للعيش بسلام. [email protected]