مع نهاية كل عام وأوله وربعه ومنتصفه نتساءل: ما الذي يحدث في وزارة الخدمة المدنية؟ عشرات الآلاف من العاطلين والمتقدمين للتوظيف منذ سنوات طوال ولا أحد يلتفت لمعاناتهم .. بينما تمضي توجيهات عيال الذوات وأصحاب الوساطات بتوظيف عشرات الآلاف من المعتوهين وأصحاب السوابق الإجرامية وممن عاثوا نهباً وفساداً بهذا الوطن . قبل أشهر سألتُ وزير الخدمة المدنيّة في إحدى فعاليات وزارة الثقافة عن مصير أمر استثنائيّ من الرئاسة لتوظيف مجموعة من الأدباء والمبدعين والذين تمّ توظيف جزء كبير ممن شملهم ذلك الأمر .. فأجابني يومها : في حالة نجاح مؤتمر الحوار فستكون الأمور إلى خير ويتم الاعتماد المالي للتوظيف .. ثم سألته عن فرضية استحقاق الشباب الكادحين بدلاً من توظيف عشرات الآلاف من البشمرجة الذين نهبوا مؤسسات الدولة فيما يُسمّى غزوات الربيع العربيّ، فصارحني يومها أنّ تلك الأمور تمضي بأمرٍ أكبر منه ومني .. أو فيما معنى هذا الحديث الموجع . ثم ماذا؟ إذا كان وزير الخدمة المدنية لاحول له ولا قوّة .. فكيف ستمضي المعاملات الرسمية لتوظيف الشباب الكادحين والمبدعين ووو.. ! في حين يتم نهب حقوق الشباب في الغرف المغلقة للنخبة السياسية الزائفة باعتماد وتوظيف من يسبّحون بحمدهم ليل نهار. لم يتبقّ للكثير من الكادحين المستحقين سوى قرار أخلاقي من الجهات المسئولة بعيداً عن القرار السياسي المتواري في جيوب عيال الذوات .. وتلك الجهات تعلم وتدرك أنّ هؤلاء المبدعين وإن كانوا بسطاءً في مظهرهم وتصرفاتهم إلا أنهم قنابل موقوتة إن أشعلوها بحماقة « تطنيش» توظيفهم فإنها ستودي بهم قبل غيرهم .. والله المستعان . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك