وأخيراً تنفس اليمانيون الصعداء بتوقيع بقية أطراف ومكونات الحوار على وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية والذي جاء برعاية عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وبهذا الإنجاز الوطني والتاريخي الذي تجاوز الوطن من خلاله أهم المعوقات على طريق الإنجاز المرتقب والوصول لمجمل الأماني والطموحات. بعد أن انتصبت أمامها عديد من المنغصات السياسية التي أعاقت الوصول إلى استكمال المؤتمر لأهم محطاته المفصلية والحيوية المتمثلة بالقضية الجنوبية لم يعد أمام الوطن والمواطن في أرض الحكمة والإيمان سوى الإعداد والاستعداد للغد المشرق بإذنه تعالى. ولأن الإنجاز الذي تحقق عبر الحوار وعلى طريق الوفاق والاتفاق لجل المكونات السياسية من ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني جاء في وقته المناسب وبعد حالات من القلق الشديد الذي كاد يعصف بمجمل الأماني والأحلام التي راودت الكثيرين ممن تابعوا فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل منذ المحطات الأولى لانطلاقته.. فإن وصفه بالانتصار الكبير للوطن والشعب ليس فيه أي قدر من المبالغة والتجسيم.. ولهذا وذاك من حقنا جميعاً في طول البلاد وعرضها أن نفاخر بهذا الانتصار العظيم الذي باركته كل الفعاليات الوطنية وكل الاشقاء والأصدقاء والمنظمات العربية والدولية، فالتوقيع من لدن ما تبقى من مكونات الحوار على وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية هو كما وصفه أمين عام مجلس التعاون الخليجي د. الزياني المفتاح لحل كل الأزمات التي يعيشها الوطن. وحسب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي ثمّن الجهود المبذولة لإنجاز التوقيع على الوثيقة فإن ذلك التوقيع لم يأتِ من أجل مصلحة فردية أو مكون سياسي أو جهة معنية هو بمثابة الانتصار للوطن بأكمله ولجميع أبناء الشعب بهدف الخروج من واقع الأزمات إلى بر الأمان والتنمية والازدهار موضحاً بالقول. اليوم الجميع انتصروا للوطن وقضاياه ووحدته ومستقبل أجياله القادمة واصفاً توافق الجميع وتوحدهم بأنه قد جنب الوطن تداعيات ومآلات لا تحمد عقباها وبما يكفل ترجمة الأهداف الوطنية المنشودة لبناء اليمن الجديد والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته. ونحن هنا مع الرؤية الثاقبة للرئيس عبدربه منصور هادي بأن شعبنا اليمني يتوق إلى أن يلمس ويرى النتائج المثمرة لمؤتمر الحوار الوطني تطبّق على أرض الواقع. وإزاء هذا الانجاز الكبير والانتصار العظيم الذي تحقق للوطن والإنسان في أدق مراحله الوطنية والتاريخية ينبغي على الجميع وفي مقدمتهم النخب السياسية داخل مؤتمر الحوار الوطني الشامل وخارجه نبذ كل حالات الاختلاف وفتح صفحة جديدة عنوانها الثقة والشفافية واحترام الرأي والرأي الآخر مع تغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح الذاتية الضيقة. فالوطن بحاجة إلى تلاحم كل الطاقات والمجهودات والمواطن الغلبان الذي تقاذفته الأمواج السياسية المقيتة لم يعد بمقدوره تحمل المزيد من الأعباء ولم يعد قادراً على مواجهة الأخطار التي أحاطت به من كل جانب بعد أن أدرك أن أحلام التغيير التي خرج من أجلها في ال11من فبراير عام2011م كادت أن تتبخر حتى جاء الإنجاز العظيم ليعيد الأمور إلى نصابها وليتجدد الأمل الذي ينبغي على مؤسساتنا الإعلامية أن تواكبه بكل المصداقية والوضوح وبشفافية متناهية، فالإعلام الرسمي والحزبي سلاح ذو حدين وعليه وعلى القائمين عليه تقع المسؤولية الكبرى في إصلاح وترميم الملعب السياسي بما يخدم الوطن ويصون مقدراته. وكان الله في عون الجميع.