لقد حذّرنا من ادعاء البطولات الوهمية وتزييف الحقائق وقلنا مراراً وتكراراً: إن أولئك الذين أخذهم الغرور لم يقدموا للوطن غير الدمار الشامل، ولذلك من المعيب أن نقرأ كتابات تنسب البطولات الخارقة إلى صنّاع الفجور، ولم يدرك أولئك المشحونون بالحقد على الشعب أن رهانهم على الزور والبهتان وتضليل الشعب والانقلاب على قيم الديمقراطية والوصول إلى منع الاستحقاقات الانتخابية، الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها، ولو كان رهانهم على وعي الشعب كما يدعي بعض المجاملين والمتزلفين زوراً وبهتاناً لما حدث الدمار وسُفكت الدماء وانتُهكت مكارم الأخلاق ولو كانوا يستمدون قوتهم من الإرادة الشعبية لما خضعوا للشيطان واستقووا بالقوى المعادية من أجل تدمير اليمن وتمزيقه وتشظيه وإنهاء السيادة المطلقة. إننا اليوم في مرحلة بناء الدستور والمطلوب من كل الأقلام الوطنية أن تسهم في نشر الوعي الوطني بأهمية الدستور وكيفية بنائه، وأن يكون الإعلام وسيلة مساهمة في بناء التلاحم البطولي من أجل مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، كما أن على الذين كرسوا أفكارهم لإظهار البطولات الوهمية أن يكفوا عن هذا الخطاب، وأن يدركوا أن الشعب قد كشف الحقيقة وليس بحاجة إلى تزلفاتهم التي الهدف منها هو تحقيق منافعهم الخاصة جداً ولا صلة لها بالوطن وقدسية السيادة والمصالح العليا لليمن. إن الوطني الغيور هو من يقول الحقيقة ويؤمن بقدسية التراب الوطني الواحد والموحد ويناضل من أجل أن يصل الشعب إلى الانتخابات، الوسيلة الوحيدة المشروعة للوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها. أما من يمجّد الخراب والدمار فإنه يدرك أن الشعب يرفضه لأنه مجرد مسيّر يحرّكه الغير وفق رغباته العدوانية على الوحدة الوطنية، ومجرد مثير للفتنة وحاقد على الديمقراطية، ومن هنا نجدّد الدعوة لكل النبلاء والعظماء من أجل الإسهام في تنمية الوعي الشعبي بأهمية الدستور باعتباره المرجعية التي تحفظ الحقوق والحريات وتصون السيادة الوطنية الواحدة والموحدة بإذن الله.