سلام لروح القائد الوطني الخالد وبطل حرب السبعين المغدور عبدالرقيب عبدالوهاب، أطالب شوقي هائل، محافظ تعز بإطلاق أحد شوارع المدينة المهمّة على اسمه كأقل تقدير له على الأقل، وكذلك عبدالقادر هلال، أمين العاصمة؛ إذ لا يمكن أن ينسى التاريخ لحظة رغم كل المغالطة الممنهجة أن عبدالرقيب عبدالوهاب، حامي العاصمة - بل الجمهورية - الأول أثناء الخطر العظيم في الستينيات. *** أكرر: سيظل بطل حرب السبعين النقيب عبدالرقيب عبدالوهاب كالمخرز في ضمير القتلة وكل من تواطأ معهم، كما سيظل كالنشيد الذي لا ينتهي في أفئدتنا وكل المستمرين في الحلم بوطن حقيقي عادل وكريم، وقبلاً: كل الذين ناضلوا- ولايزالون - من أجل تحقيق هدف «بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها» حسب ما ينبغي. أقول هذا بمناسبة الذكرى ال 45 لاغتياله في مثل هذه الأيام، الذكرى الأليمة والأقسى، ذكرى الحدث الفجائعي شديد الفاحشة والإثم والهمجية والانحطاط، ذلك الحدث الذي لايزال مفتوحاً كجرح طري ينزف بغزارة في الذاكرة الوطنية للأسف، الذاكرة التي لا تملك سوى أن تلقّن النسيان الرسمي واللا رسمي درساً بليغاً في الإنصاف الوطني والمصالحة الوطنية الجادة، على اعتبار أن الإقرار بمواجع هذه الذاكرة - وجبر ضررها - يبقى هو العامل المرجّح الحيوي لكفة الأمل ضد كل اليأس المنتشر، ثم على اعتبار أن هذه الذاكرة السوية المعزّزة بالمسؤولية الرشيدة - بالرغم من كل أوجاعها الهائلة ولا مناص من ذلك بالطبع - تبقى هي الرافد المحوري الموضوعي لمستقبل وطني سليم ومعافى وجميل بلا مضرّات تنكيلية متوالية ولا انتشارات غاشمة لإرث القهر والقبح. *** لكن تُرى: هل بالفعل “زلجت الجمهورية” من حينها، كما كان أعداؤها يقولون ويسخرون..؟!. أجهش الآن جرّاء شعوري بأنني خُذلت معك ونُفيت معك كما سُحلت معك أيضاً في شوارع صنعاء أيها البطل. تُرى كيف قاومت أيها النقيب وأصحاب الرتب الكبيرة من القيادات والضباط فرّت كالجرذان من المعارك، ثم عادت لتمارس بطولتها الطائفية عليك، كيف كنت مكلّلاً بجذوة الشرف والوطنية كلها وسط هذا المستنقع الانتهازي المُفعم بالخونة والجبناء، ولكن.. هل تصدق أن مذكّراتهم الآن هي من تتصدّر المشهد..؟!. أحدهم قرأت له يستنتج أنك ستكون عائقاً أمام تصالح الجمهوريين مع الملكيين؛ ولذا لابد من إزاحتك «على أساس أنهم الجمهوريون طبعاً؛ مع أنهم عبدة الاستبداد والزلط إلى اليوم» مع ذلك كان صريحاً فيما يضمرونه لك حينها، ولقد حقّقتم انتصار الثورة آنذاك لكنهم سرعان ما تصالحوا على جثثكم الطاهرة..!!. استطراداً في الاستذكار أيضاً.. قبل عامين قال لي رفيقك البطل علي سعيد شعنون، الذي عرفته شوارع صنعاء مثلك مدافعاً صلباً وفذّاً عن الجمهورية بأنه لم يشعر بالعزّة منذ رحلت، وأنه لم يسمع عبارة تخلب فؤاده مثل وصف: «أصحاب عبدالرقيب». ثم من يصدق أن علي شعنون، مدرّب اللواء العاشر ظلّ ينجو من مكائد الاغتيالات بأعجوبة تلو أعجوبة بعد رحيلك، وهاهو اليوم يتأمّل فقط غير مصدّق كل ما حدث ولا يمتلك من هذه الحياة سوى بسمته التي لا أنقى منها رغم كل مرارات الواقع اللا معقولة..؟!. عمنا علي الذي كانت سيرته تجري على كل ألسنة الناس في صنعاء حينها - جرّاء مظهره الجليل خصوصاً حين يكون بالميري؛ فيكون أكثر تميّزاً من بين الجميع - فيما عرف عنه أنه كان يقاتل ببندقيتين في آن واحد أثناء المعارك؛ عاش صامتاً وغريباً ومشرّداً لكنه لم يشف أبداً من مرض الوطن الرائع صدقني. عموماً لن أزعج روحك، فمازلنا نحلم بالسعادة الوطنية يا بطل حرب السبعين، والسلام على روحك التي لا تموت، السلام على روح الأصيل الشيخ أحمد علي المطري الذي صان جثتك بينما كانوا ينصّرون ويرقصون عليها، السلام على روح كل الأبطال الذين عشقوا هذه البلاد قاسية الذاكرة بكرم لا أنبل منه يا عبدالرقيب. إن نظراتك الطفولية الشجاعة تقول الكثير أيها الحالم الفاتن الأكثر ألفة وترعب القتلة وسلالالتهم. [email protected]