شهدت منطقة حزيز جنوب العاصمة صنعاء توترات بين الأهالي وجماعة الحوثي على إثر وصول جثامين وصلت لمراهقين من أبناء المنطقة قُتلوا في أرحب كان الحوثيون قد زجّوا بهم إلى هناك؛ بينما اعتقد الأهالي أنهم ذهبوا رحلة ترفيهية إلى الحديدة مع جماعة السيد، هذه الدماء اليمنية التي تُسفك في ذمة من أشعلها سواء أكانت في صف الحوثي أم القبائل؛ فكلهم يمنييون. قضية تجنيد الأطفال ما قبل عمر ال17عاماً هي طريقة معروفة للمنظمات الإرهابية في كل مكان، حيث يسهل هنا غسل الدماغ لهؤلاء المراهقين ويجعلهم يظنّون أنهم إنما يقتلون أنفسهم ويقتلون إخوانهم في سبيل قيم الخير، وهؤلاء يقولون لهم إن هذه الحرب في سبيل الله، وهي عملية استغلال لقيم الجهاد والتضحية بأبشع صورها، بينما تبقى هذه الدماء تسفك رخيصة في سبيل فلان أو علان من متعطشي الدماء ومراهقي التسلُّط والحكم، ولا بأس أن تكتب على صور القتلى من المراهقين والمغرّر بهم الآية القرآنية: «ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً؛ بل أحياء عند ربهم يُرزقون». إنها جريمة يتحمّلها هؤلاء الذين يزجّون بالناس والأطفال في حرب خاسرة لا هدف لها سوى الموت في سبيل هواة السلطة ومرضى الكراسي الذين يسخّرون الدين وكل القيم في سبيل ذواتهم. والملاحظ في حروب الحوثي الأخيرة أنها أشبه بالعملية الانتحارية للاستيلاء على بوابة العاصمة، وأهدافها لا تخفى على أحد؛ فهم لم يعودوا يتحدّثون عن المظلومية، وأصبحوا مهاجمين؛ لا مبرّر لهم لا دفاع عن النفس ولا المنطقة؛ فهم يهجمون كل يوم بأسلحة حديثة وشباب مغرّر بهم على أرحب وحاشد والجوف؛ يموتون بسهولة في جبال لا يعرفونها ومجهولة وتائهة مثل الأهداف والشعارات التي يرفعونها ب«الموت لأمريكا وإسرائيل» بينما يهجمون على أهل أرحب وحاشد؛ وهي القبائل التي ساندت الثورة ولها ثأر مع الإماميين والنظام السابق لدورها في إسقاط النظامين الأسريين وانخراطها الداعم لكل الثورات اليمنية، هذه القبائل اليوم هي التي يحق لها أن تتحدّث عن الدفاع عن النفس؛ بل عن العاصمة صنعاء والجمهورية ومسيرة التغيير والثورة؛ بينما بعض أدعياء المدنية والتقدُّم والتحديث مشغولون بالهجوم بالحق والباطل على هذه القبائل حتى وهي تخوض حربها دفاعاً عن نفسها وعن النظام الجمهوري والثورة؛ لأن الحوثيين بالتأكيد لا يحاربون من أجل عيون الدولة المدنية ولا الحريات الشخصية ولا انتخابات حرة ونزيهة. الحرب الدائرة هي حلقة من الحرب على التحوُّل والانتقال السلمي ومدعومة من أكثر من جهة تموت كل يوم يتقدّم فيه الحوار وتتشكّل فيه الدولة اليمنية. [email protected]