«إرضاء الناس غاية لاتدرك»، هذه العبارة تنطبق على واقعنا اليوم ومايدور فيه ونعلمه جميعنا, فلا أحد منا يجهل ماتمر به البلاد من منعطفات خطيرة ووعرة قد تؤدي إلى الهاوية أو إلى قاع سحيق قد لاتستطيع الخروج منه إلا بعد عقود من الزمن, فما نشهده اليوم من انفلات أمني أبطاله أصحاب المصالح والأنانيات الضيقة والذين لازالوا يحنّون إلى الماضي بل والمصالح التي فُقدت أو كادت, بالإضافة لذلك التسيب المالي والإداري والحرب الإعلامية المتبادلة بين بعض المكونات والأحزاب والتي تنعكس سلباً على نفوس المواطنين وحياتهم المعيشية، حيث يظن كل من يقرأ عناوين الصحف أو يشاهد القنوات الفضائية - وأقصد هنا الإعلام الحزبي والأهلي- بأن الحرب قائمة أو ستقوم بعد ساعات أو أيام قليلة وكلٌ له مقاصد ومآرب يريد تمريرها من وراء كل ذلك، إلا أن القيادة السياسية بحكمتها ورويتها وشجاعتها قد استوعبت الواقع تماماً وعملت على احتوائه من خلال السياسة المتوازنة التي سلكتها واتبعتها خلال السنتين الماضيتين. لقد التزمت السياسة التي تخدم اليمن بشعبها وأرضها ولن تنجر يوماً بسياستها وراء حزب أو قبيلة أو مكوّن، وهذا ماجنب اليمن الكثير من الأخطاء التي أرادها البعض ممن يدّعون انتماءهم إلى هذه الأرض.. مع كل ذلك فإن بعض الأحزاب المسنودة والمكونات تريد أن تضغط على القيادة السياسية ممثلة بالأخ عبدربه منصور هادي لكي يتمثل سياستها والتي لاتخدم اليمن ولاشعبها، حيث أن بعض الأعمال الخارجة عن النظام والقانون والهادفة إلى إقلاق السكينة العامة وإفشال كل مايهدف إلى بناء الثقة في أوساط المجتمع والانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والنمو والبناء، كل هذه أساليب فاشلة ومكشوفة. والرئيس يدرك تماماً كل مايحاك ويدار من أجل خلق وزيادة الفوضى المفتعلة بغرض ممارسة الضغط عليه ليسلك سياسة ترضى عنها هذه الأحزاب كلٌّ حسب فهمه ومايخدم أيديولوجيته وكأن مثل هذه الأحزاب المسنودة قد اختزلت الشعب اليمني أو الخمسة والعشرين مليون إنسان في ذلك العدد القليل من أعضاء أحزابهم. لذا نقول لمثل هؤلاء الأحزاب ليسوا كلهم الشعب، فالمستقلون يمثلون عشرات بل مئات الأضعاف من أعضاء الأحزاب ولهم الحق في أن يرسموا سياسة بلدهم كغيرهم من الأحزاب, والرئيس قد تمثّل كل الرؤى المختلفة سواءً كانت حزبية أو غير حزبية لرسم سياسة اليمن الحالية والمستقبلية وعلى كل أولئك أن يلتفوا حول هذه السياسة العقلانية والهادئة والتي تهدف إلى بناء الدولة المدنية الحديثة والتي هي المطلب الوحيد لكل أبناء الشعب والتي كان يتطلع إليها منذ عقود طويلة من الزمن. وعلى كل من يحب اليمن فإن هذه المرحلة هي مرحلة اختبار لكل من يحب مصلحة الوطن، لأن المرحلة دقيقة وخطيرة ولا مجال فيها للمماحكات وتصفية الحسابات والشعب يدرك ويعي تماماً القوى التي تريد الزج بالبلاد إلى حالة من الفوضى واللا دولة, فالعالم كله ينظر إلينا بإكبار واحترام، لأننا تجاوزنا مرحلة الخطر وخرجنا بوثيقة حوار ستجنب اليمن الكثير من المخاطر، وعلينا أن نكون جديرين بهذا الاحترام بالالتفاف حول قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، ليقود السفينة إلى مبتغاها.