الكف عن أذى الوطن والمواطن من مقتضيات مد جسور الثقة والعمل على خدمة الوطن والمواطن، ومن مقتضيات الانتماء إليه والإخلاص قولاً وعملاً من متطلبات الوفاء بالعهد والميثاق والوقوف عند الحدود الشرعية من متطلبات الإيمان بالله رب العالمين وإنجاز الأعمال التي تحقق الخير للناس كافة من متطلبات أمانة المسئولية التي تبرأت منها السماوات والأرض والجبال, ومن أجل ذلك كله ينبغي أن يحاسب المرء نفسه أشد الحساب على تقصيره في أداء الأمانة بما يرضي الله عز وجل ويحقق الخير للناس كافة. إن المرحلة الراهنة من الحياة السياسية مليئة بالمفارقات الخطيرة ولم يدرك الكثيرون بن مانحن فيه ماهو إلا نوع من أنواع العقاب على عدم احترام النعمة والحفاظ على خير الإنسانية والشعور بالكبر والإصرار على الغرور ومتابعة النفس الأمارة بالسوء والتواقة إلى الشر والعدوان, وليس في هذا كله إلا العذاب الشديد, لأن عدم احترام النعمة والنفور عليها واللهث خلف الجشع واستعباد خلق الله من الأمور المغضبة لله المتعدية على الحدود الشرعية والطبيعية، من سلكها زال عنه النعيم والخير. لقد أشرت في أكثر من مناظرة إلى أن نعمة الأمن والأمان من أعظم نعم الله على خلقه وأن على الإنسان أن يدرك خطورة التعدي على هذه النعمة, ولكن للأسف البعض من القوى المصابة بعشق السلطة لم تدرك أبعاد هذه الحقيقة الإيمانية، فصنعت الإثم وفارقت الصواب وعظمة الشارع وجارت على نعمة الأمن والاستقرار, ولم تدرك خطورة التعدي على نعمة الأمن والأمان. إننا اليوم في حاجة ماسة إلى محاسبة النفس وترك الكبر والإثم والعودة إلى جادة الصواب، ليدرك الجميع أن الله لطيف باليمن رحيم باليمنيين كما هو شأنه بكل خلقه، وهذا اللطف وهذه الرحمة تتطلب اليقين بالاعتصام بحبل الله المتين والتزام أوامره واجتناب نواهيه ومحاربة النفس والهوى والوقوف عند حدود الله دون رياء أو نفاق أو كبر ومكابرة أو مكايدة أو ادعاءات باطلة. إن حياتنا السياسية اليوم تفتقر إلى الروحانية وتعظم العدوانية ومن أجل ذلك نكرر النداء إلى كل شرفاء الأمة لإعادة بناء جسور الوفاء والوئام والاتصال والتواصل وتذكّر أواصر القربى من أجل تجاوز التحديات وصنع المنجزات لتذكرنا أجيالنا بالخير والوفاء بإذن الله.