أكد إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن حميد في خطبة الجمعة، التي ألقاها أمس: إن من الشكر لله عز وجل والاعتراف بفضله ونعمته ما منَّ به على الحرمين الشريفين وأهلهما من الأمن والأمان والخير والخدمة والعبادة من صلاة وطواف وسعي وزيارة وتطهير البيت للطائفين والقائمين والركع السجود، وفي خدمات منقطعة النظير وبذل لا يقف عند حد وتوسعات وإصلاحات تتماشى مع متطلبات الوقت وازدياد الحجاج والعمار والزوار وحسن توظيف المستجدات. وقال إنه نظرًا لأهمية هذه الأعمال والمشروعات ومكانتها وسعتها والحاجة إليها فإن ذلك يتطلب اتخاذ القرارات، التي تقتضيها المصلحة العامة ولاسيما مصلحة قاصدي الحرمين الشريفين للتيسير عليهم والاطمئنان عليهم وعلى سلامتهم وحسن تقديم الخدمة لهم ومن ضمنها قرار تخفيف أعداد الحجاج والمعتمرين وتنظيمهم والتوعية إلى التقليل بالحضور إلى الحرم الشريف لمدة مؤقتة، وهي فترة اكتمال هذه المشروعات من أجل سلامة قاصدي المسجد الحرام ومن أجل إنجاز المشروع في الوقت المحدد والصورة المطلوبة.. وأضاف أن الشكر أمر مستقر لدى المتعبدين، وأمر راسخ في نفوس الصالحين، حيث حرص أنبياء الله عليهم السلام على تذكير أقوامهم بهذا المقام العظيم من مقامات العبودية. وأن الشكر هو اعتراف العبد بمنة الله عليه، وإقرار بنعمه عليه من خير الدنيا والآخرة في النفس والمال والأهل والأعمال وفي الشأن كله، موضحًا أن الشكر دليل على أن العبد راض عن ربه، وهو حياة القلب وحيويته، ودليل على صفاء النفس وطهارة القلب وسلامة الصدر وكمال العقل. وأفاد فضيلته أن للشكر خصالا منها ظاهرًا وباطنًا والتحدث بها ظاهرًا مع الثناء على الله وصرفها في طاعته ومرضاته واجتناب معاصيه, مشيرًا إلى أن رؤوس النعم ثلاثة أولها نعمة الإسلام التي لا تتم إلا بها، ونعمة العافية التي لاتستقيم الحياة إلا بها، ونعمة الرضى التي لا يطاق العيش إلا به، ولفت النظر إلى أن شكر الله واجب في جميع الأحوال في الصحة والسفر والشباب والهرم والفقر والغنى والسراء والضراء واليقظة والمنام قيامًا وقعودًا. - وفي المدينةالمنورة قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ حسين آل الشيخ، في خطبة الجمعة أمس: إن رمضان بما فيه من صيام وقيام وإطعام مدرسة يجب أن تجعل المسلم في أعلى ما يكون من الأخلاق الفضلى والمثل العليا, مستشهدًا بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). وقال الشيخ حسين آل الشيخ «إن أكمل العابدين وأفضل الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم الذي وصفه ربه بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ولهذا أقرب الناس محبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعظمهم منزلة يوم القيامة أحسنهم أخلاقا, حاثًا المسلمين على أن يستلهموا من العبادات كل جميل رفيع من الأخلاق والمثل والصفات مستمدين منها كل ذوق سليم، وكل فعل جميل وقول نبيل لتملأ حياتهم الحب وتسودها المودة بمختلف صورها. وذكَر إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينةالمنورة المسلمين بتحذير النبي صلى الله عليه وسلم الصائمين من العدول عن هذه المقاصد الكريمة للعبادات الجليلة حين قال (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم), مؤكدًا أن الفحش ليس من أخلاق أهل الفضل والعبادة والإحسان وأن العنف ليس من سجية عباد الرحمن, سائلًا الله عز وجل أن يمن على الجميع بكل خلق رفيع وكل قول نبيل.