أكد الشيخ دغشر بن محمد عياشي إمام وخطيب جامع أبو الذهب في خطبته أمس الجمعة التي كانت بعنوان «نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى» وبين بأنه يجب علينا استشعار نعم الله على الإنسان وإكبارها ومعرفة المنعم المتفضل للقيام بشكره وذكره، ونعم الله عز وجل علينا كثيرة، وفضائله تجاهنا وفيرة، فيجب شكر الله سبحانه وتعالى وحمده عليها، ويجب أن يحذر المسلمون كل الحذر من مقابلتها بالذنوب والمعاصي، فإن الذنوب والمعاصي تزيل النعم، والنعم إذا شُكرت قرت، وإذا كُفرت فرت . إن المتأمل من أهل الإيمان يستشعر عظمة نعمة الحق سبحانه وتعالى في نعمة الإيمان والإسلام، ونعمة الطاعة والعبادة، ونعمة الأمن والأمان، ونعمة الرزق ورغد العيش، ونعم أخبر الله جل وعلا أن أحدًا لا يستطيع حصرها، ولا يمكن أن يقدر قدرها، ولا أن يوفيها حق شكرها، كوأضاف العياشي بأنه يجب علينا شكر النعم بالقول والفعل وحتى تستشعر هذه النعم تحتاج منك إلى ذكرها وشكرها قال عز وجل (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) فمن أراد هذه النعمة أن تبقى وأن تحفظ، وأن تزاد وأن تضاف فإن طريق ذلك شكرها، وشكر النعم يكون في الباطن إقرارًا واعترافًا ورضًا وتسليمًا، ويكون شكر النعم في الظاهر قولًا وإظهارًا لها وإشهارًا لها وإعلانًا بها، فنحن نؤذن كل يوم، ونردد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل صلاة، ونذكر الشهادتين في كل الأحوال تحدثًا بنعمة الله وإظهارًا لها. ثم بعد ذلك يجب شكر النعم بالأفعال، قال عز وجل (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) فتلك هي ما ينبغي لنا أن نحرص عليها، وأن نتواصى بها، وأن يكون لنا حظ دائم منها وعلى الله عز وجل أن يزيد لنا فضله، ويضاعف علينا نعمه، ويواصل بنا لطفه سبحانه وتعالى. وأضاف نحن في هذه الديار قرب مهبط الرسالة العظيمة ومثوى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نشعر بهذه النعمة، فلا نرى في جملة أحوالنا ما يناقضها ولا ما يعارضها، ولا ما يخالفها أو ينحرف بها عن مسارها، وتلك نعمة عظمى يعرفها من رأى غيرها في بلاد الإسلام المختلفة، نحمد الله على نعمة الطاعة والعبادة، فنحن أيضًا في نعمة أمن وأمان، نعمة نتفيأ فيها ظلال الطاعة والقلوب مطمئنة، والنفوس مستقرة، والأحوال هادئة، والأهل والأولاد محيطون، فتأمل هذه النعمة لو رأيتها وحدها لرأيت أن كل ما في الدنيا لا يقدر مقدارها بل لا يأتي عشر معشارها، فكيف بما هو سابق لها من تلك النعم كالإيمان والعبادة والطاعة قال عز وجل(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ )