الادعاء بالباطل لايولّد إلا باطلاً ولايخلق احتراماً متبادلاً بقدرما يخلق رفضاً شعبياً عارماً ،ومن المؤسف أن نجد القوى التي ظهرت على أكتاف الباحثين عن الإنصاف والعدل والمساواة وسرقت نضالهم وسطت على مشروعهم تتغنّى بالإنجازات التي لم نرَ منها غير القتل والتدمير والتخريب الذي طال الشوارع والمنشآت العامة والخاصة واستباحة المحرمات، وسخّرت تلك القوى الظلامية إمكانات هائلة من أجل أن تقول: إن تقوية مراكز الفساد والإفساد إنجاز، وأن الحفاظ على المصالح الخاصة لمراكز القوى التقليدية التي سامت الناس سوء العذاب إنجاز. إن التغنّي والتباهي بأفعال الإجرام والإرهاب فجور لايجوز الاستمرار في هذا المسار الفاجر الذي كلّف البلاد والعباد الكثير وأثّر سلباً على مكارم الأخلاق وأعاق حركة الحياة ودمّر المقدرات العامة والخاصة وأنتج الفوضى والدمار ومزّق النسيج الاجتماعي وتعدى الثوابت الدينية، والوطنية، والإنسانية وأصّل للفجور والطغيان وضرب الإندماج السياسي الوطني في مقتل. إن على الذين يتباهون بالفعل المدمّر والقول الفاجر أن يراجعوا ضمائرهم إن كانوا قادرين على إحيائها، وعليهم أن يحكّموا عقولهم إن كانوا قادرين على العودة إلى تحكيمها، وعليهم أن يعودوا إلى الله إن كانوا قادرين على التخلّص من عبودية الشيطان وأن عليهم التجرّد المطلق من آثار التنظير الفلسفي الخيالي والعودة إلى واقع الحياة والنظر في مخلّفات الفجور والطغيان، ثم الوقوف أمام تلك المخلفات المخيفة لينظر الكل بعين الواقع من أجل إعلان الرفض المطلق للتدمير والخراب والتمزيق ومن ثم الإنطلاق صوب العمل الوطني الواحد والموحّد الذي يعيد لليمن كرامته، وعزته، ويحفظ وحدته، وقدراته وإمكاناته. إن المطلوب اليوم هو صحوة الضمير الوطني واستفاقة العقل، وحيوية الإيمان، وقوة الحكمة من أجل انقاذ البلاد والعباد، والحفاظ على وحدة الأرض والإنسان والدولة، والعمل على منع الانفلات وتوحيد الكلمة، من أجل الحفاظ على الاندماج السياسي والاجتماعي لأبناء اليمن كافة.. بإذن الله.