لئن كانت التحالفات المشبوهة قد أوصلت اليمن إلى حافة الهاوية فإن الذين صنعوا تلك التحالفات التي بدأت منذ نهاية 1996م أن يدركوا أن الوطن أكبر من تآمراتهم وأحقادهم, وأن اليمن فوق الأهواء والنزعات الفردية, وأن احترام ارادة الناخبين مقدسة في تقاليد الديمقراطية, ومادام مشروع الانقلاب على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة قد فشل فلماذا الإصرار على المضي الفاجر في هذا الاتجاه؟ ألا يكفي تدميراً للقيم الانسانية؟ وألا يكفي تخريباً للمشاريع الاستراتيجية؟ وألا يكفي كذباً وزوراً وبهتاناً؟ ألم يحن الوقت للعودة إلى جادة الصواب والعمل بما يرضي الله والابتعاد عن إرضاء غيره من القوى التدميرية؟ ثم ألم يكن اليمن موطن الخير والسلام, فلماذا تريد قوى الشر والعدوان جعله بؤرة الصراع؟. إن الاعتراف بالفشل الذي أعلنت عنه القوى التحالفية النفعية لايكفي لإخراج البلاد من النفق المظلم الذي صنعوه بعناية فاجرة, بل لابد من العمل على فك طلاسم السحر الذي صنعه كهنة قوى الجهل والتخلف في عقول أولئك الذين لايرون ولايسمعون ولايعملون إلا مايُملى عليهم من قوى الجهل والظلام, أولئك الذين سلّموا عقولهم لغيرهم فعبأوها بالجور والفجور ولم يرض هؤلاء بغير العبودية المطلقة لذلك الغير الذي عجن أفكارهم بالفجور والغواية التي لاحدود لها على الإطلاق والعودة بأولئك إلى جادة الصواب والخير مسئولية من عمل على مسخ أفكارهم وانتزاع عقولهم من أجل المصالح الشخصية وإرضاء لأعداء اليمن. إن قوى الصراع الذي يدور في اليمن اليوم لاعلاقة لها بالشعب ولا تمثّل الشرعية الشعبية, بل ولاتحلم بالحصول على القبول الشعبي في أدنى درجاته, ولذلك فإن استخدامها لوسائل الفجور أحد البراهين على عدم علاقتها بالشعب والواضح أنها جعلت من نفسها عدواً للشعب لأنها تسطو على إرادته وتسلب حريته. إن المطلوب اليوم هو التخلّي المطلق عن المناكفات والمزايدات والتعبئة غير الوطنية من مناطقية ومذهبية وحزبية وفردية, لأن هذا الاتجاه لايخدم إلا أصحاب المصالح وتجار الحروب, ولذلك على عقلاء اليمن وحكمائها ونبلائها أن يدركوا بأن اليمن يتسع للجميع ولايجوز ترك قوى الظلام تمارس التمزيق والتفرقة بين أبناء البلاد لتبقى مصالحها وينبغي أن تتوحد الجهود الوطنية والدينية والانسانية لاستكمال بناء الدولة اليمنية الحدثة القادرة والمقتدرة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك