التنافس المحموم الذي تفرزه المشاهد اليومية للحياة السياسية ينذر بخطر لا يحمد عقباه، من خلال التحالفات غير المنطقية التي لا تدل على صفاء النية تجاه البلاد والعباد بمقدار ما تعلن عن سوء نية مبيتة ضد الإرادة الكلية للشعب ومحاولة فرض الاستعباد من جديد ومنع الحرية والتعدي على الكرامة الإنسانية والعودة إلى الجاهلية العمياء، والاحتكام إلى الطاغوت ورفض العلم وإنكاره، واللجوء إلى الجهل وتقديس الفجور والانحراف عن الصواب. إن المتابع لمجريات التحالفات غير الطبيعية والعدوانية يجد نوازع الشر والحقد هي التي تتكالب على مقدرات الشعب، وتتآمر على إرادته الكلية، وتصر على تجهيل الناس وفرض الوصاية على العامة أو تحقير الإرادة الكلية التي تعبّر عن الحرية والكرامة والسيادة الشعبية، التي تنفس من خلالها الشعب واستمات من أجلها في عام 1962م و1963م وناضل من أجل لم شمل اليمن واليمنيين حتى وصل إليه في 22 مايو 1990م. إن الواقع اليوم يقدّم مؤشرات بالغة الخطورة على مبدأ الحرية والكرامة الإنسانية، لأن القوى التي تتحرك على الأرض، لا تعترف بكرامة الإنسان وحريته بقدر ما تريد إذلال الإنسان وهتك عرضه، وهذه القوى الرافضة للحرية تتقاطع مصالحها في مواقع محددة، وتظن أن القوى المضادة لها في الفكر والغاية أنها تخدم إرادتها بسبب الوسيلة التي جمعت بين مختلف القوى التدميرية غير القابلة بالتعددية والحرية، وكل طرف من هذه الأطراف يرى أن ممارسات الطرف الآخر وإن كانت مناقضة له في الأهداف والغايات إلا أن الوسائل المستخدمة الشيطانية تشرعن له إباحة الوسائل العدوانية والهمجية في فرض إرادته الفاجرة مقابل تبادل السكوت الغادر بالشعب. إن تربّص القوى المتناحرة والمختلفة ببعضها البعض لم يعد خافياً على المتابع والمحلل والمراقب والمستنتج والمحذر من عواقب الأمور، بل إن ذلك السلوك سافر وفاجر خطير يحتاج من العقلاء أن يقفوا أمام تلك التصرفات المتبادلة التي تتم اليوم بالمقايضة بهدف سن سنن جديدة أكثر خطراً على مستقبل الأجيال القادمة، لأن هدف تلك القوى المتناحرة هو القضاء على الإرادة الكلية للشعب ومنع امتلاكه للسلطة وفرض الوصاية عليه وهو القاسم الذي يجمع تلك القوى اليوم، وكل طرف يرى في الآخر إنه يحقق رغبته، ليصبح الشعب مسيّراً وليس مخيّراً،الأمرالذي يتيح لتلك القوى العودة به إلى عصور الظلام والقهر والإذلال ولم تدرك تلك القوى إن الشعب يستمد إرادته وقوته من قوة الله التي لا غالب لها بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك