لم يكن الحديث عن العقل وتحرره من أسر العبودية لغير ماخلقه الله إلا من أجل المزيد من الحرية التي تجعل الانسان مخيراً وليس مسيراً مستخدماً لعقله الذي وهبه الله, وليس مجرد آلة مسيّرة تعبأ بالفجور ثم تسير من الغير لإحداث الخراب في الأرض والدمار في الانسانية, ولذلك فإن الواجب يحتم على الكافة في الحياة السياسية الوقوف أمام الظواهر التي لاتتفق مع العقل السوي من أجل دراسة أسبابها ومعالجة أضرارها والعمل على منع تكرارها على أقل تقدير انساني. إن المشهد السياسي الملتهب اليوم ينبئ بخطر مركب يصعب تفاديه خلال المستقبل ويكمن هذا الخطر في بعض القوى السياسية التي لاتحترم العقل بقدر إصرارها على مسخه وتحويله إلى نقمة على الانسانية, ومن أجل ذلك ينبغي تحمل المسئولية في حماية مستقبل الأجيال السياسية من خطر عدم احترام العقل وترك الحرية له في التفكر والتدبر الذي خلقه الله من أجله بدلاً من التدخل الذي يؤثر على السلوك الانساني وتحويله إلى سلوك همجي وعدواني بقلق الحياة ويدمر مقوماتها. إن واجب القوى السياسية أن تقف أمام أساليب التنشئة السياسية المستخدمة وتعمل على إزالة المؤثرات غير الطبيعية على العقلية الانسانية ومحاولات تجريدها من حرية التأمل والتفكر في خلقه والانطلاق صوب الصالح المقيد والبعد كلية عن كل ما يلحق الضرر بالإنسان ويغير سلوكه القويم إلى العدوانية, وهذه المسئولية أمانة في أعناق الجميع لتستقيم الحياة. إن الإصرار على سياسة الغاية تبرر الوسيلة جرم وإثم عظيم على الذين يسلكونه أن يدركوا خطورة ذلك على أنفسهم قبل غيرهم, وينبغي العودة إلى جادة الصواب والعمل على تنشئة الأجيال وفق ما يرضي الله أولاً ويحقق الخير للانسانية كافة ومن أجل مستقبل لأجيال اليمن خالٍ من الانحراف في التصرف وقادر على تحقيق المنافع والمصالح الكلية بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك