الإذعان للشر ناتج عن نوايا مسبقة قامت على أساس تربى عليه عشاق الشر الأمر الذي جعل الشر يسيطر على عشاقه، بمعنى أن الأسلوب التربوي الذي ربي عليه عشاق الشر جعلهم مسيرين ولا يمتلكون قرارهم بقدر ما يمتلكون عناصر وأدوات تنفيذ الشر الذي بات مهمتهم الوحيدة، وقد شهدنا خلال الفوضى العارمة التي اجتاحت وطننا العربي الكبير نماذج الفجور التي يندى لها الجبين ويئن لها الضمير الإنساني، ولكننا حتى هذه اللحظة لم نجد من عاد إليه عقله وأدرك خطورة ذلك السلوك الإجرامي، والمأمول أن الأحداث تبرز لنا صوت العقل الذي يرفض الشر وأدواته. إن الشباب الذين هم عماد الأمة عليهم أن يدركوا مخاطر الانخراط في الشرور، وأن يدركوا أن تجار الحروب وصناع الفتن لم يعد يهمهم غير مصالحهم ومكاسبهم المادية المباشرة، أما الدين والقيم والأخلاق والمبادئ فقد أصبحت لديهم مجرد وسيلة لتحقيق غاياتهم الشيطانية، وما دام هذا الإدراك والوعي بخطورة تجار الحروب وصناع الفتن موجوداً وفي شباب المستقبل فإن ذلك يبدد المخاوف ويبعث على الأمل والتفاؤل والاستعداد لصناعة المستقبل الأكثر إشراقاً. إن مشاهد الحياة السياسية اليومية تقدم لنا نماذج من الإرهاب الذي قتل أحلام وآمال وتطلعات الناس وفتك بالأمن والسلم الاجتماعي وتعدى على مكارم الأخلاق، الأمر الذي يتطلب من الشباب الذين هم نصف الحاضر وكل المستقبل أن يضطلعوا بأدوارهم الوطنية وأن يكون الشعور بالمسئولية حياً في ضمائرهم، وأن يقفوا أمام أعمال الفجور والإرهاب ليدركوا أن قوى الشر لا يمكن أن تقود أحداً نحو الخير والسلام الإنساني، لأنهم لا يرون أنفسهم إلا في مستنقع الشرور، ولذلك ينبغي الحذر من كل ذلك. إن الواجب الديني والوطني والإنساني يفرض على شبابنا أن يكونوا أكثر يقظة وأكثر حذراً من القوى الشريرة التي تجعل من الشباب وقوداً لعدوانها على السلم الاجتماعي وليقف الجميع في وجه الطوفان من أجل تأمين أجيال المستقبل بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك